السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاب مغربي أبلغ من العمر 21 سنة، منذ سنة وبضعة أشهر كانت لدي مشاكل دراسية نتج عنها توقفي عن الدراسة ومنها بدأت مشاكلي النفسية، حينها بدأت عندي أعراض تتجلى في (وخز على مستوى الرئة منطقة الكلي، وتعرق واضطراب في البلع)، وبدأت في إجراء الفحوصات سواء على مستوى القلب والرئة والأنف والحنجرة، وأيضا الكلي وكلها -ولله الحمد- كانت إيجابية، ومع ذلك لم أجد مرضي، فبدأت بالبحث عبر الأنترنيت وبصراحة أفادني موقعكم كثيرا، حتى فهمت من أنني أعاني نوبات هلع، وازدادت معاناتي وقبل 8 أشهر من الآن بدأت في العلاج عند طبيب نفسي، ووصف لي أربعة أدوية، ولكن الرئيسي فيها "الباروكسيتين"، ومنذ أن أتممت 5 أشهر كان علي أن أستبدل مكان الإقامة؛ لأنني حصلت على فرصة الماستر فانتقلت إلى مدينة أخرى، وحاولت أن أتابع عند طبيب آخر، ووصف لي أيضا الباروكسيتين بنسبة أعلى 40 ملغ، وبعد أن أتممت فيه 3 أشهر عدت إليه وأخبرته أنني لم أتحسن فاستبدله لي بدواء "استياب" 20 ملغ، وأخبرني إن أتممه إلى حد 4 أشهر، ولكني أخذته شهرا فقط، ومنذ 15 يوما من الآن قمت برمي الدواء، ولم أنسحب منه بصفة تدريجية بل بطريقة مباشرة، ولم أتم الدواء لسبب واضح هو أن إرادتي في الشفاء ضعيفة، والدواء فقط مساعد، صرت كمن ينتظر الدواء أن يشفيه، وهذا أمر مستحيل في غياب الإرادة

المهم من كل هذا أنني والحمد لله لم يعد ما يقلقني، وليس لدي أي مشاكل، ولا أعلم سبب بقاء هذا المرض، هو فعلا لم أعد أحس بوخز، ولا اضطراب في الهضم، ولا كل تلك الأوهام، ما يشغل تفكيري ويحرمني من أن أعيش في حياة عادية كالباقي هو مراقبتي للتنفس بشكل مفرط، ودائما أفكر فيه ويثير غضبي، رغم أنني أحاول أن أصرف الانتباه وعنه، وأنه لا يخيفني كثيرا؛ لأنني أعلم أنه لا يقتل ولم يسبق أن سجلت نسبة وفاة بهذه الحالة، وأحاول أن أقنع العقل الباطن لكن كل محاولاتي تتكلل بالفشل، أنا حقا في معاناة حقيقية.

بدأت أشك هل سأعود لطبيعتي أم أنني سأبقى هكذا طوال حياتي؟ فشبح انقطاع التنفس أصبح يقتلني، أرجو أن لا تبخلوا علي بتوجيهاتكم ونصائحكم، سآخذ كل نصيحة بعين الاعتبار وجدية وحزم في تطبيقها بشكل صحيح -بارك الله فيكم-، وجزاكم خيرا، وأحيطكم علما أنني أدخن وآخذ الكافيين، وأمارس العادة السرية، إن كان هذا له دور.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأمراض النفسية لا تعني أنك ضعيف الإرادة أو ضعيف الشخصية أو ضعيف الإيمان، الاضطرابات النفسية من قلق ووساوس ونوبة هلع تأتي للشخص رغمًا عن أنفه، والمطلوب من الشخص هو طلب العلاج والتعاون في أخذ العلاج، سواء كان علاجًا دوائيًا أو علاجًا سلوكيًا، ولا يعني أنك ضعيف الإرادة كما ذكرنا لك أخي الكريم.

الحبوب تُساعد في القضاء على الأعراض، لأنه اتضح أن كثيرًا من هذه الأعراض منشأها اضطرابات في مستقبلات كيميائية في مخ الإنسان.

واضح أنك الآن عانيت ما عانيت، ولكن ما تعاني منه الآن هو وسواس، نوع من الوسواس، والوسواس علاجه إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجًا سلوكيًا معرفيًا، فعليك بالمواصلة مع الطبيب مرة أخرى، وإذا أعطاك الأدوية – أخي الكريم – يجب عليك الاستمرار فيها، لأن لا تُضعف الإرادة، وفي سِنِّك – سِنّ الواحد والعشرين – أنا أقترح دواء الـ (فلوكستين)، الفلوكستين فعّال لعلاج الوسواس القهري في مثل هذا السِّن، وهو لا يُسبب النُّعاس، وبعد الاستمرار فيه لفترة حتى ولو امتدَّتْ إلى ستة أشهر لا يتطلب التدرُّج عند التوقف عنه، يمكن التوقف عنه في أي لحظة.

وكذلك العلاجات السلوكية مفيدة جدًّا مع الأدوية، إذ إنها تؤدي إلى انقطاع الأعراض بعد التوقف عن تناول الدواء، والعلاج السلوكي هنا يتمثَّل في أن تتعلَّم مهارات لصرف التفكير في هذا الشيء، حاولتَ أنت بنفسك، ولكن تحتاج إلى شخصٍ يُساعدك لاكتساب هذه المهارات – أخي الكريم – لا يمكنك فعل أي شيء بنفسك، تحتاج إلى مساعدة فنّية وطبيَّة حتى تتخلص من هذه الوساوس وتستمر في دراستك.

وفقك الله وسدد خطاك.