السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أتمنى أنكم تنسون كل الاستشارات السابقة مني، وألا تربطوها مع ما أقوله اليوم، رجاءً. أريد أن أبوح لكم ما بداخلي، وأحكي لكم ما أعجز عن قوله لأي شخص يعرفني.
في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ؟ في السابق كان لدي أصدقاء كثر، وكنت دائما أزور أقربائي، وكنت شخصا طبيعيا جدا، ولكن دعوني أحدثكم عن حالي:
منذ أن قدَّر الله وعملت حادث سير مع رفقة من أصدقائي، وكسرت يدي، وأصبت إصابة بليغة منذ 2011، وأنا أعاني منها إلى يومنا هذا، فبعد خروجي من المستشفى انتقلنا إلى منزل آخر بعيدا عن أصدقائي والحي الذي عشت فيه، وأصبحت زياراتي قليلة لهم، وكنت منذ ذلك الوقت إلى يومنا أكره قيادة السيارة، أو أخاف –صراحةً-، وللعلم قبل الحادث لم أكن أقود؛ لأنني لم أكن أحتاج لذلك، تغيرت حياتي فأصبحت لا أخرج من المنزل، ونسيني أصدقائي أو نسيتهم تدريجيا، وها أنا اليوم وحيدا إلا ممن أتواصل معهم إلكترونياً ولو قليلا.
أصبحت لا أشعر برغبة في الحياة، نوم، ونوم، ثم نوم!، وطبعاً (4) سنوات من الوحدة كفيلة بجعلي مثل المجنون، أنهيت المرحلة الثانوية، وفضلت الجلوس بالمنزل على إكمال الدراسة، وجلست لمدة عام، وأخيرا قدمت على وظيفة، وقبلوني بها، ولكن استقلت بعد يوم واحد فقط من الدوام؛ لأن هنالك أشخاصا في مقر العمل لم أرتح لهم، وأشعر بأنهم سوف يؤذونني!، مع العلم بأنني لا أعرفهم.
أحياناً أشك بأهلي والمقربين مني أيا كان نوع الشك، ولا أعلم ماذا أفعل في حياتي، وبعد شهرين سوف يفتح التقديم على المعاهد، ويجب علي أن أتقدم وأدرس مكرهاً؛ لأن أخي الأكبر وأبي يضغطون علي، وحقيقةً لا ألومهم، حتى المناسبات العائلية لا أحضرها، وقبل أسبوعين عقد قران ابن عمي ولم أحضره، ولا أعلم لماذا لم أرغب بذلك؟!
حياتي لا تعجبني مطلقاً، هل أنا مريض نفسي بالفصام –مثلاً- أو الاكتئاب أو أياً يكن؟
أتمنى زيارة طبيب نفسي، ولكن لا أستطيع؛ لأنني لا أملك المال، ونفسيتي أحياناً أضحك وأمازح إخواني وأخواتي، ثم ينقلب مزاجي فجأة.
ختاماً: أرجو تشخيص وضعي، ومساعدتي، وآسف على الإطالة، وقد يكون كلامي غير مرتب، ولكن يعلم الله بأنكم الجهة الوحيدة التي أرتاح لها وأفضفض عن ما بداخلي من مشاعر، شاكرا لكم جهودكم، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.