السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم لما تقدمونه من فائدة عالية لجميع المسلمين، وجزاكم الله خيرًا.
أنا طبيبة -الحمد لله- وأصبت بمشكلة نفسية تعكر صفو حياتي المهنية، وأريد منكم مساعدتي لعلاجها -العلاج الأساسي هو العلاج السلوكي- فعلى قدر بساطتها إلا أنها تفسد حياتي.
منذ عشر سنوات -وقبل التخرج من الكلية- قرأت حديثًا حول من يكتم العلم فإنه يلجم بلجام من نار، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بأنني مسؤولة عن تبليغ أي معلومة جديدة لجميع من أعرف في مجالي، من أطباء أو غيرهم، وإلا لن يتقبل الله مني، وسيكون مصيري النار، ولن يبارك الله في أي مجهود أقوم به، حاولت الالتزام ولكنني وجدت مشقةً عظيمةً في ذلك، فكيف أبلغ الجميع بما أعلم حتى دون أن يستفسروا مني؟ كيف أقوم بتوزيع جميع الأوراق والملازم والمفكرات والتلخيصات التي قمت بعملها؟ فأعرضت عن طلب العلم، عدا الأمور البسيطة التي تساعدني على اجتياز الاختبارات دون تفوق.
أنا الآن أعمل، وتقدمت لاجتياز اختبارات شهادة عالية المستوى في تخصصي، وتولد لدي إحساس وارتباط شرطي، فإذا بدأت بالدراسة أعاني من الأعراض الجسدية، مثل: تسارع ضربات القلب، والاختناق، وشرود الذهن، وأتذكر بأن فلانة ربما لا تعلم هذه المعلومة، ويجب عليّ إخبارها، وتلك ربما تحتاج لهذا الكتاب، وأنا كتمته عنها، وفلانة ربما تريد أن تتقدم لنفس الشهادة ولا تعرف الطريق، ولن أنجح وأستفيد من مذاكرتي إلا إذا أخبرتهم بتفاصيل ما أفعل! ويضيع تركيزي وتضيع الحماسة، ولا أجني غير الفشل، دائما عندما أذاكر أشعر وكأنني أسرق أو أفعل أمراً محرماً.
أخبروني: هل ما أشعر به بسبب الوسواس القهري؟ فأنا تعبت كثيرًا وأحتاج إلى المساعدة! أرشدوني إلى معنى الحديث، حاولت البحث، وقرأت بأن المقصود به هو العلم الشرعي فقط، فهل هذا صحيحٌ؟
حياتي أشبه بالجحيم عند المذاكرة، استفساري لكم: لو أنني ذاكرت ودخلت الامتحان ونجحت دون أن يعلم أحد الأطباء، فهل أنا مذنبة؟ فمن الأطباء من لا يحب الخير، ومنهم من يتسبب بالأذى، فما نصيحتكم؟
وشكرًا.