السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب في السنة الثالثة شريعة، تخصص أصول الفقه، ومن عائلة ميسورة الحال، أنا أحافظ على الصلاة في وقتها وجماعة، وأقوم بالصالحات، والذكر، والدعاء، وأجتنب الكبائر والصغائر، وأتوب في الحال إذا وقعت في أي ذنب، لكن لدي مشكلة كبيرة جدا: ابتلاني الله بمرض غريب جدا، دام 3 سنوات، ولحد الآن أنا لم أفهم ما هو هذا الابتلاء أو الفتنة؟ ولم أعرف ما حلها؟
شخصني الأطباء على أنني مريض بالوسواس القهري والشخصية الوسواسية، فأنا أعاني من الوسواس الشديد، ولم أستطع الإعراض عنه أو قطعه، وأعاني من كثرة حديث النفس بدون انقطاع، وأحس بأنني فعلت أعظم ذنب في العالم، وأني مسؤول على فتنة، وأشعر أنني مشهور، وأن حديث النفس يترجم في الواقع، ويحدث فتنة وكأنه كلام، ولا أعرف ما ذلك الصوت النسائي في رأسي الذي هو لامرأة أعرفها، بل وأحبها، ويقنعني رأسي بأن كل هذا صحيح.
أنا أعاني من الوسواس، والعشق، والقلق، والاكتئاب، والهم، والغم، والحزن، والتعب، والفشل الاجتماعي، والأخلاقي، وفي كل الميادين، وأحس أنني خسرت ديني ودنياي، يوسوس لي الشيطان بأنني لم أحقق الإيمان، ولكنني أنا مسلم، ومؤمن الإيمان اليقيني الجازم التام بالله واليوم الآخر، والملائكة والكتب والرسل، والقدر خيره وشره.
يقتلني الخوف من الكفر والشرك، والنفاق، والخوف من أن أدخل النار، أو أنني أستحق النار بهذه الفتنة الافتراضية، وأخاف أن أموت على غير ملة الإسلام، ويوسوس لي الشيطان: أن الناس يقعون في الكفر، وهذا أمر غريب جدا، ويقنعني رأسي بأن هذا صحيح، ثم وسوس لي الشيطان بأنني وقعت في منهج الخوارج، لكنني لست منهم، وأشهدكم أنني أتبرأ من الخوارج، وأنني من أهل السنة والجماعة، والمعاصي سواء كبيرة أو صغيرة لا تخرج من الإسلام قطعا، ولكنني أسمع الكفر الأكبر القولي يصدر من كثير من الناس، وأحس أنني من نفرت الناس عن دينهم، وأنني واقع أو مسؤول على فتنة كبيرة جدا غيرت العالم.
الغريب في الأمر أنني ألطف إنسان، وأكثر إنسان طيب، ولا أفعل الشر أبدا، ولا أقول الكلام البذيء أبدا، إنما كل هذا حديث النفس الذي يوسوس لي الشيطان، كأنه يعمل كالرادار مع أنني حتى في داخل نفسي لا أقول إلا الخير.
طال عذابي، وأظلمت الدنيا في عيني، وأكد لي الرقاة: أنني لست مسحورا، ولكن حالتي وكأنها السحر الأسود، وأظن أن حالتي هي أبشع حالة، وأحس أنني لا أستطيع أن أتخطى حاجز الوسواس الذي يوسوس لي لمجرد زلة لسان، وأنا أعاني من الانطواء، وعدم التفهم لحالي الذي تعذبت منه طيلة هذه المدة، أنا كثير الخوف من الكفر، وأراجع كل كلمة أقولها، وكل فعل أفعله، أنا كثير الخوف من الشرك، وأصبح ذلك هاجسا مخيفا، وكأن كل ما أفعله هو اجتناب الشرك والكفر، وبت أخاف أكثر من ذي قبل من النفاق خوفا شديدا.
أجيبوا عن هذه بالتفصيل؛ فإن حالتي هي مرجع للمبتلين.