السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الثانية والثلاثين من عمري، أعاني حاليًا من ازدياد أعراض أعاني منها منذ سنوات، لكني كنت أتجاهلها بالصبر، وكنت ألوم تقصيري الديني أحيانًا، لكني لاحظت مع مرور السنوات أنه وحتى وأنا مقبل على فروضي الدينية، كأجمل ما يكون من إقبال؛ فإن هذه الأعراض تبقى على ما هي عليه، وقد فتحت صفحة الاستشارات هذه مرات ومرات خلال سنوات، لكني سرعان ما أنسحب.
أما الأعراض فهي:
1. الحزن الطويل والخانق منذ لحظة استيقاظي وإلى لحظات منامي.
2. الكسل الذي يمنعني من القيام بأي شيء.
3. الانسحاب من أي تخطيط ثم عمل أقوم به، فما إن يشتعل الحماس بداخلي لشيء أقدر عليه، وهو من صميم طبعي وهواياتي، وأبدأ به حقًا، إلا وسرعان ما أحسّ بخليط مقلق في نفسي يحجزني عن إتمامه، وكأن هناك من قيّدني تمامًا عن السعي له، وهذا يزيدني كآبة، فأنا لدي هوايات وتخصص وأمور أسعى للعمل عليها منذ سنوات، فما إن أبدأ.. حتى أسقط سقوطًا عجيبًا يشلّ نفسي عن القيام بأي شيء، وهذا يمزقني من الداخل.
4. شدّة القلق والتوتر والاضطراب، قد أقضي ليلة كاملة لا أدري أين أذهب، وماذا أفعل مع سعة الخيارات لدي لو كنت سويًا، فأظل في مكاني حائرًا ومختنقًا، وكثيرًا ما أبكي.
5. الانجراف مع التخيّلات، أفيق أحيانًا من نوبةٍ أجد نفسي فيها أتخيل أنني أحاور غيري، وهذه معي منذ سنوات الطفولة لكن حدتها زادت.
6. كره لمواجهة الناس، وضيق في التجمعات، خليط من الرهاب الاجتماعي، وكره الناس، فأنا ليس لدي رهاب مثلًا من مواجهة أصحابي أو قرنائي، لكن في المجالس العمومية الرسمية أجدني أعاني منها.
خلال الفترة الماضية أحسست بخطورة ما أنا عليه، فكل عرض من الأعراض زاد أضعافًا مضاعفة، لأول مرة في حياتي أفكر بالانتحار، ويظهر أمامي سهلًا هينًا، ولأول مرة أجدني أنفجر بالبكاء ويضيق نفسي إلى درجة أكاد أموت فيها بلا حاجة للانتحار، وقد تركت الصلوات، وهجرت هواية القراءة، وانسحبت عن واجبات أهلي، من طاعة الوالدين للقيام بحقوق زوجتي وابني.
بدأت بالتدخين بلا أي سبب، وقد سلمت منه في الصبا وريعان الشباب، وأنا في انتكاسة لا يعلم بها إلا الله من كل النواحي، فلا تديّني نفعني في فترات، ولا التدخين نفعني، ولا الانترنت نفعني.
أنا بلا شك أعاني من شيء يحتاج لدواء، لكن في مدينتي الصغيرة النائية لا يوجد طبيب نفسي، وراجعت صفحات الانترنت لعلي أعرف أنواع الحبوب، لكني خفت من أن أجازف بناء على ظن معرفي يظهر خطؤه بعد الاستخدام.
أنا أريد أن أتعالج وألتزم تمامًا بالعلاج، لكني لا أعرف كيف، ومن أين أبدأ.