السؤال
السلام عليكم..
أنعم الله علي بنعم كثيرة: من زوج طيب صالح، وأبناء معافين، ووظيفة، وآخر نعم الله علي أني دعوته بأن أقبل لإكمال دراستي العليا الماجستير والدكتوراه من جهة عملي، وقبلت، علما بأني معلمة في مدرسة، وكان هدفي الأساسي الخروج من التدريس في المدرسة؛ لأني لا أتحمله، ولا أستطيع أن أخلص فيه، فأنا أكره أجواءه، وذلك بسبب تفوقي الدراسي منذ الصغر، حيث كنت من الأوائل دائما، وأرى نفسي ورغبتي في العمل الأكاديمي، وأخاف من الله أن أكون مذنبة، وأنا الآن أدعوه بأن لا أعود للمدرسة بشهادتي إلا كعضوة في هيئة التدريس في الجامعة، أو أي مكان أحبه وأخلص فيه.
وأيضا أشعر بتأنيب الضمير والاستحياء من الله، فأقول في نفسي: بعد كل تلك العطايا من الله كالوظيفة، والدراسة، لازلت أدعوه لشيء آخر، رغم أني أشكو إلى الله رغبتي في الانتقال من المدرسة، ودعوته بأن أكمل دراستي التي قد تكون طريقا للانتقال من التدريس في المدارس، فهل يجوز الدعاء في هذه الحالة، أم هو اعتداء؟
وأيضا تخصصي علوم حاسب آلي، وكان حلمي أن أكمل دراستي في الحاسب الآلي في الخارج، ولكني حصلت على وظيفة حكومية كمعلمة، فرفض أهلي ترك الوظيفة والذهاب للابتعاث، وتزوجت، وبعد 7 سنوات حصلت لي فرصة الابتعاث من جهة عملي، ولكنهم حصروني في تخصصات تربوية: (تقنيات التعليم، أو مناهج وطرق تدريس، أو قياس، وتقويم تربوي)، فاخترت في البداية تخصص التقنيات في بريطانيا، فلم ييسرها الله لي لأمور عدة، ثم اخترت تخصص القياس في استراليا، وتيسرت -والحمد لله-، وهدفي هو الخروج من التدريس في المدارس للجامعات، وأصبحت أرى شروط الجامعات هي امتدادا للتخصص، أي البكالوريوس والماجستير في نفس المجال، ولأن جهة عملي لا تقبل ماجستير الحاسب؛ فاضطررت للقياس والتقويم.
ولكني كلما رأيت برامج ماستر ودكتوراه الحاسب أشعر بالقهر والرغبة في البكاء، وأقول: لو أني ابتعثت وأكملت لأصبحت الآن دكتورة في الجامعة، وأخاف من أن تخصص التقويم لا يتيح لي الفرصة، رغم وجود أعضاء أجانب بهذا التخصص.
والآن سأسافر للدراسة، ولا زالت الفكرة في رأسي، كيف أساعد نفسي على التغلب عليها، والإقدام، والنجاح، بعيدا عن هذا الوسواس؟
أحيانا أقول بأن الله قدر لي هذه الدراسة فقط وهي خيرة بالتأكيد، ثم أعود بعدها للإحباط، ودائما يتبادر إلى ذهني لو أني ذهبت منذ البداية قبل الوظيفة ودرست لكنت الآن دكتورة حاسب وفي الجامعة أيضا عضوة في هيئة التدريس.