الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: مزاج الإنسان معرض للتقلب والتغيير وفقاً للظروف والحوادث التي يمر بها في حياته اليومية. وهكذا أحياناً يصبح منشرح الصدر، ومسرورًا؛ وبالتالي يتعامل مع الآخرين بروح الفكاهة والضحك، وقد يكون منقبض الصدر متكدرًا، ويكون أقل فاعلية وتفاعلًا مع الآخرين، هذا قد يكون شيئًا طبيعيًا يمر به معظم الناس، ولكن إذا زادت هذه الحالة عن الحد المعقول وأصبحت ملازمة لصاحبها عدة شهور؛ فالأمر قد يتطلب تدخلًا علاجيًا.
وبما أنك تعرضت لتلك الحادثة، فالطبيعي أن تترك أثراً نفسياً عليك مثل الخوف، والتجنب، كما أن العزلة التي لازمتك طيلة السنوات الماضية كفيلة بأن تغير مفاهيمك واتجاهاتك نحو الآخرين، وقد تبعث ببعض الظنون والمعتقدات الخاطئة عن نفسك وعن الآخرين، وقد يؤدي ذلك إلى الحكم المسبق للأمور قبل فحصها والتحقق منها.
نريدك -أخي الكريم- أن تعتبر المرحلة التي تمر بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل، والمطلوب منك فقط كيف تبدأ الخطوة الأولى، وتستعين بالله تعالى، وتتوكل عليه، ويكون لديك اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء {إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون} فلا تحقر من قدراتك وإمكانياتك، ولا تتردد في خوض التجارب؛ فهي التي تكسبك المهارات الحياتية، وتزيد من فاعليتك، فإذا أتيحت لك الفرصة لإكمال دراستك؛ فهذا طريق -إن شاء الله- إلى الجنة، وطريق لتطوير نفسك.
فأي إنجاز -ولو بسيطاً- سيؤدي -إن شاء الله- إلى تغيير نظرتك عن نفسك، وكذلك ستتغير نظرة الناس تجاهك، ونرشدك ببعض الإرشادات عسى ولعل أن تُفِدْكَ:
1- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار؛ فإنه مزيل للهم والحزن، ومجلب للسعادة إن شاء الله. وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها؛ فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلم أن الله غفور رحيم.
2- لا تهتم بما فاتك من أمور الدنيا، وتنظر لما عند الآخرين، وتذكر أن الله تعالى هو المانح والمعطي {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم}، فوض أمرك لله سبحانه وتعالى؛ فهو مجيب المضطَر إذا دعاه، وهو كاشف الضر.
3- ركز على الحاضر، واستمتع به، وانس الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلع للمستقبل، وابتعد عن التشاؤم، وكن متفائلاً دائماً.
4- اجلس مع نفسك، وحاول اكتشاف سبب الضيق الذي أنت فيه؛ فربما يكون السبب تافهًا وحقيرًا، وليست له قيمة، لكنك كبرته وأعطيته حجمًا أكبر من حجمه.
5- انظر إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارن نفسك بمن حُرِمَ من هذه النعم التي حباك الله بها، وبمن هم دونك في كل المستويات.
6- مارس تمارين الاسترخاء العضلي بصورة منتظمة، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (
2136015).
نسأل الله تعالى أن يزيل عسرتك ويفرج همك.