السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية: أود أن أشكركم على موقعكم هذا؛ لما يقدمه من مساعدة كبيرة للناس، وبارك الله فيكم، وسدد الله خطاكم.
أما بعد: أنا شاب عمري (20) سنة، أدرس السنة الثانية في كلية الهندسة، لا أدري المشكل ما هو بالضبط عقلي أم نفسي؛ إذ أنني أعاني من عدة مشاكل، أبرزها الاضطرابات الشخصية، والتقلبات المزاجية، فأنا كل يوم تكون لدي حالة أكون إنسانًا مكتئبًا، سعيدًا، اجتماعيًا، انطوائيًا منعزلاً، متفائلًا، متشائمًا، متكلمًا، صامتًا، ذا ثقة بالنفس، غير واثق، هادئًا، عصبيًا ... الخ، وقد تتغير حالتي عدة مرات في اليوم، لا أملك شخصية محددة واضحة المعالم، فغالبًا ما يكون حالي مثل حال الشخص الذي أكون أتكلم معه أو الجماعة التي أكون معها، أي آخذ شخصيتهم، يسيطر علي القلق والارتباك عمومًا.
أشعر بأن رأسي فارغ، ولا يوجد لدي أفكار، ولا أعرف التحدث مع الناس، وكثيرًا ما أرتبك حين أتحدث مع شخص ما، ويظهر على وجهي ذلك بشدة، وأحيانًا أتحدث بدون رهبة، ويمكن أن أقول أي شيء حتى ولو كان الشخص الآخر غريبًا ولا أعرفه، وما أعانيه من كلتا الحالتين أنه عندما أحدث شخصًا ما أقول في نفسي: ماذا أقول له؟ وإذا قال شيئًا؛ أقول: كيف خطر ذلك في باله؟ وتتشتت أفكاري، وبالتالي يصبح أكبر همي هو أني أريد أن أنهي الحديث بسرعة، بالرغم من أن هذا ليس هو الصحيح، وما أريده أنا.
دائمًا ما أحس بتأنيب الضمير، وبالنقص والدونية، ولم أكن هكذا في صغري، بل على النقيض تمامًا، ودائمًا ما أقول في نفسي: كيف يجب أن أتصرف؟ وكيف تكون ردة فعلي؟، صرت كثير الجلوس وحيدًا خصوصًا المشي في الليل، وفقدت طعم الحياة، وأصبح الموت لدي بالأمر العادي، بل إنني في بعض الأحيان أريد أن تنتهي حياتي، كل هذا لم يكن معي حين كنت صغيرًا؛ حيث كانت لدي تلك الجاذبية للأصدقاء، أما الآن فلا، وصرت أكره الحديث مع الناس، مع أنني في قرارات نفسي أريد التكلم معهم، لكن لا أدري سببًا يجعلني كذلك، وفي بعض الأحيان أكره نفسي.
صراحة: تعبت من هذه الحالة، خصوصًا أنها أثرت بشكل كبير -ودعني أقول كليًا- على شخصيتي التي تدهورت وانقرضت، فصرت إنسانًا بلا شخصية، وصرت لا أهتم بمظهري عمومًا، فنومي مضطرب بسبب الأفكار التي تدور في رأسي وتضاربها، خصوصًا أحداث اليوم التي مررت بها، بحيث أبدأ بتحليلها وإعادتها في مخيلتي، حتى ولو أن الحدث لا علاقة له بي، إلا أنني أعيده وأفكر به، أفكاري مشتتة دائمًا، فلا أعرف ما الذي أريده تمامًا، والأمر الذي أعاني منه وبشدة هو غياب التركيز والإدراك باللحظة التي أعيشها، فغالبًا ما تراودني أحلام اليقظة، ويذهب إحساسي معها.
كثيرًا ما أتذكر أحداث الماضي، وأستحضر المستقبل في مخيلتي، وأتوقعه أن يكون كذا وكذا، ولا أترك مجالاً للصدفة أن تكون، وأرى ذلك بدون فائدة، بالرغم من قلقي منه، وعملت كثيرًا من السلوكيات للاسترخاء، حتى إنني كنت أمارس الرياضة، وتوقفت عنها؛ لأنني أرى ذلك بدون فائدة، لكنني أحيانًا أريد لعب الكرة، وأقول: هذا هو التصرف الصحيح.
إخواني: لم أعد أستطع المواصلة؛ فأنا مرهق تمامًا، وأتمنى منكم المساعدة.
وبارك الله فيكم.