السلام عليكم

أنا صاحب استشارة بعنوان: (دكتوري النفسي لا يساعدني في سحب الأدوية)؛ أود إعلامكم بأني الآن قد قطعت دواء الفافرين بشكل كامل, وقد حاولت التدرج والانتظام في قطع الدواء قدر الإمكان, حيث أنني رفعت الجرعة لمدة شهر, ولم أتحسن, فخفضتها إلى حبتين لمدة شهرين و10 أيام, ولم أستطع بعد ذلك الاستمرار؛ فخفضتها إلى حبة واحدة فتحسنت جدا، لكن بعد فترة ظهرت عندي أعراض انسحابية, وحاولت الاستمرار, ثم قطعت الدواء بعد 3 أشهر و10 أيام, وأنا أعلم أنه لا يجوز فعل كل هذا بمفردي, ويجب استشارة الطبيب, لكن لم يترك لي الطبيب أي خيار, ولا أريد أن أذهب إلى دكتور نفسي آخر لعدة سنوات.

المهم في الموضوع: أنا الآن متوقف عن الدواء منذ 10 أيام, وأعاني من أعراض مقلقة وغريبة ومزعجة جدا, مثل انخفاض شديد في الوعي، ارتباك، هلوسة في التفكير، هلوسة بصرية، انكماش في البصر، انعدام تركيز، عجز جنسي كامل، لا أستطيع تنسيق أكثر من أمر في وقت واحد، براز فيه دم متجلط, مع تقرحات في اللسان وفي الحلق، تعب شديد جدا، أترنح كالسكران -أعزكم الله-.

أنا لست طبيبا, ولكني أعتقد أنه لا يزال يوجد شيء من الفافرين في دمي, وهذه الأعراض الجانبية من وجود المادة داخل الدم, وأعتقد أنه بعد فترة سوف يختفي من الدم, ثم تظهر الأعراض الانسحابية.

أريد منكم الإجابة علي سريعا, وبشكل عاجل: متى ينقطع الفافرين تماما في الدم؟ فلي الآن 10 أيام متوقف عنه، ومتى ستزول الأعراض -أعلاه-؟ وإذا كنت سوف أعاني من أعراض انسحابية مستقبلية؛ فمتى سوف تظهر؟ ومتى سوف تزول؟ وما الأعراض الانسحابية للفافرين بشكل مفصل؟ علما بأن مشكلة الوسواس القهري انتهت تماما, وهل هناك أعشاب أو مكملات غذائية لقطع الفافرين من الدم وإزالة سميته؟

شكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الراجي رحمة ربه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: كما أشرنا سلفاً, التوقف عن الأدوية قد يؤدي إلى نوعين من الأعراض، هنالك الأعراض الانسحابية النفسية, وهنالك الأعراض الانسحابية العضوية، هذا ينطبق على الفافرين وعلى جميع الأدوية.

الأعراض الانسحابية الجسدية للفافرين غالباً بسيطة جداً, وتتمثل في وجود دوخة بسيطة, ربما تعرق بسيط, أيضاً شعور بالقلق, واضطراب في النوم، هذه أعراض قد تستمر من 10 أيام إلى أسبوعين بعد التوقف عن الفافرين, وتعتمد شدة وطول مدة الأعراض الانسحابية على جرعات الفافرين التي كان يتعاطها الإنسان, وكذلك على شخصية الإنسان وقابليته للأعراض الانسحابية, وكذلك العمر, والحالة الصحية العامة للإنسان.

الأعراض الانسحابية النفسية قد تستغرق وقتاً أطول, شهرين أو ثلاثة, شعور قد يستحوذ على بعض الناس, وهو أنه قد فقد شيئاً؛ وأنه يحتاج لهذا الدواء, وأن الأعراض قد رجعت إليه -أي أعراض المرض- وهكذا.. هذا نعتبره انسحاباً نفسياً وليس عضوياً.

أخي الفاضل الكريم: كل من يكون لديه عزيمة وإصرار على التوقف من الأدوية يمكنه ذلك, وقد تحدث بعض المعاناة تستمر أسبوعا أو أسبوعين, لكن بعد ذلك تعود الأمور إلى طبيعتها، مع الإصرار والالتزام التام بأن لا يعود الإنسان لتناول الدواء إلا إذا كانت هنالك ضرورة.

أيها الفاضل الكريم: أنا لا أريد أن أعطيك معلومات قد لا تكون دقيقة، لأن التباين بين الناس حول الأعراض الانسحابية موجود, كما أن الأعراض المرضية قد ترجع مباشرة بعد التوقف من الدواء, وهنا يكون خلطا أو تمازجا بين الأعراض الانسحابية, وأعراض المرض الأصلي, والذي من أجله كان يتم تناول العلاج.

سؤالك: متى ينقطع الفافرين تماماً في الدم؟ الفافرين ليس له إفرازات ثانوية كثيرة, الدواء في حد ذاته ينقطع خلال 48 ساعة بالكثير, لكن تبقى الإفرازات الثانوية, وهي قليلة بالنسبة للفافرين، وأتوقع أنه خلال أسبوعين -تقريباً 15 يوماً- يجب أن لا تكون هنالك أي شوائب أو إفرازات مرتبطة بالفافرين، هذا يعني أن أعراض الانسحاب العضوية يجب أن تختفي تماماً بعد أسبوعين, لكن الأعراض النفسية ربما تكون موجودة، وهذه هي التي قد تسبب الإشكالية.

سؤالك: متى سوف تزول الأعراض؟ أعتقد إذا كانت الأعراض بالفعل هي أعراض انسحابية فقط؛ أعتقد أنها في خلال أسبوعين يجب أن تزول، مع التركيز مرة أخرى على الأعراض النفسية الانسحابية، وأعتقد أنك تحتاج إلى قسط من الراحة, وممارسة رياضة خفيفة, والتوازن الغذائي التام، والنوم المبكر؛ هذه سوف تساعدك -إن شاء الله- في تقليص مدة الأعراض الانسحابية.

الأعراض الانسحابية للفافرين -كما ذكرت لك- ليست كثيرة، الفافرين يوجد في أسواق الدواء منذ عام 1983, ولم نشاهد أعراضا انسحابية شديدة, إنما شيء من القلق والتوتر البسيط, ربما شعور بالغثيان, واضطراب في النوم ليس أكثر من ذلك.

والله الموفق.