السؤال
السلام عليكم
منذ نحو خمس سنوات أصبت بمرض القلق بصورته الحادة، وبكامل أعراضه ومراحله المعروفة، تابعت مع الأطباء ومرت الأيام، وكانت المعاناة فيها شديدة جداً، وأيام أخرى كانت تستقر فيها الحالة، تناولت العديد من الأدوية أثناء ذلك، وانتهى الأمر إلى تراجع مستوى القلق، ولكن حل محله اكتئاب مطبق كاد يؤدي بي إلى الانتحار.
بدأ الأطباء في رفع جرعات مضادات الاكتئاب، كلها كانت من مجموعة ssri بدون جدوى، وفي هذه الأثناء كنت تقريباً أفلست مادياً تماماً، ولم أعد قادراً على متابعة الأطباء، وبما لدي من خبرة بالأدوية من طول المرض، قمت باستبدال مضادات الاكتئاب الحديثة تلك بدواء انافرانيل.
شعرت بتحسن، وسيطر الدواء تماماً على أعراض الاكتئاب والقلق معاً، واستمر الحال كذلك نحو 6 أشهر، وفجأة انقلبت الأوضاع بصورة عكسية تماماً، فتحول الاكتئاب إلى نشاط مفرط، وطاقة كبيرة، ونشاط في الدماغ، وعدم القدرة على النوم لأيام متواصلة! ولا توجد شهية مطلقاً للطعام، بدأت أشك في الأمر، فبدأت في إنقاص جرعة الانافرانيل تدريجياً، بدون أي تحسن في الأعراض حتى أوقفته تماماً، ولكن أيضاً بدون جدوى.
كما ذكرت لكم لدي خبرة التعايش مع المرض النفسي، وبدأت أشك أن حالتي تحولت إلى حالة mania أو hypomania قمت من نفسي بالبدء في تناول مثبت مزاج، وبدأت بتجريتول تدريجياً إلى جرعة 600 وحدث تحسن بسيط جداً، لا يمكنني الاعتماد عليه، فقمت باستبداله بديباكين تدريجياً إلى جرعة 1250 وحدث تحسن أفضل من التجريتول.
الآن أتناول ديباكين 1250 (2 قرص ونصف) وكلوزابين 25 منذ شهرين، والمشكلة أن الأعراض المزعجة تلك أصبحت تحت السيطرة، ولكن القلق -وهو المرض الذى عانيت منه لسنوات- بدأ يعود من جديد، وبصورة حادة أيضاً، لدرجة أني أصبحت أعاني من مشاعر الخوف والقلق طول الوقت، حتى وأنا جالس في المنزل، وبدأت نوبات الهلع تعود من جديد.
أنت تعلم سيدي أن علاج هذا النوع من القلق يتطلب وجود مضاد اكتئاب، وأنا لو أخذت أدنى جرعة من أي مضاد اكتئاب تعود لي بعض تلك الأعراض المزعجة، وبالأخص عدم النوم والنشاط الزائد، مهما كانت الجرعة صغيرة، حدث ذلك مع تناول 8/1 قرص سيروكسات، وكذلك مع تناول نصف قرص تريتيكو 50، وأنا لا أريد تناول المهدئات حتى لا أعتاد عليها.
هل تنصحوني بالمثابرة على تناول مضاد اكتئاب وتحمل الأعراض أم ماذا؟ مع العلم أنني لا أستطيع المتابعة مع الأطباء مرة أخرى للظروف المادية، والدواء الذي ستصفونه لي سأتناوله، وسأعود للكتابة لكم إن قررتم ذلك فيما بعد.
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير.