ما هو العلاج الأمثل للتخلص من القلق والاكتئاب؟
2013-07-07 02:24:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ نحو خمس سنوات أصبت بمرض القلق بصورته الحادة، وبكامل أعراضه ومراحله المعروفة، تابعت مع الأطباء ومرت الأيام، وكانت المعاناة فيها شديدة جداً، وأيام أخرى كانت تستقر فيها الحالة، تناولت العديد من الأدوية أثناء ذلك، وانتهى الأمر إلى تراجع مستوى القلق، ولكن حل محله اكتئاب مطبق كاد يؤدي بي إلى الانتحار.
بدأ الأطباء في رفع جرعات مضادات الاكتئاب، كلها كانت من مجموعة ssri بدون جدوى، وفي هذه الأثناء كنت تقريباً أفلست مادياً تماماً، ولم أعد قادراً على متابعة الأطباء، وبما لدي من خبرة بالأدوية من طول المرض، قمت باستبدال مضادات الاكتئاب الحديثة تلك بدواء انافرانيل.
شعرت بتحسن، وسيطر الدواء تماماً على أعراض الاكتئاب والقلق معاً، واستمر الحال كذلك نحو 6 أشهر، وفجأة انقلبت الأوضاع بصورة عكسية تماماً، فتحول الاكتئاب إلى نشاط مفرط، وطاقة كبيرة، ونشاط في الدماغ، وعدم القدرة على النوم لأيام متواصلة! ولا توجد شهية مطلقاً للطعام، بدأت أشك في الأمر، فبدأت في إنقاص جرعة الانافرانيل تدريجياً، بدون أي تحسن في الأعراض حتى أوقفته تماماً، ولكن أيضاً بدون جدوى.
كما ذكرت لكم لدي خبرة التعايش مع المرض النفسي، وبدأت أشك أن حالتي تحولت إلى حالة mania أو hypomania قمت من نفسي بالبدء في تناول مثبت مزاج، وبدأت بتجريتول تدريجياً إلى جرعة 600 وحدث تحسن بسيط جداً، لا يمكنني الاعتماد عليه، فقمت باستبداله بديباكين تدريجياً إلى جرعة 1250 وحدث تحسن أفضل من التجريتول.
الآن أتناول ديباكين 1250 (2 قرص ونصف) وكلوزابين 25 منذ شهرين، والمشكلة أن الأعراض المزعجة تلك أصبحت تحت السيطرة، ولكن القلق -وهو المرض الذى عانيت منه لسنوات- بدأ يعود من جديد، وبصورة حادة أيضاً، لدرجة أني أصبحت أعاني من مشاعر الخوف والقلق طول الوقت، حتى وأنا جالس في المنزل، وبدأت نوبات الهلع تعود من جديد.
أنت تعلم سيدي أن علاج هذا النوع من القلق يتطلب وجود مضاد اكتئاب، وأنا لو أخذت أدنى جرعة من أي مضاد اكتئاب تعود لي بعض تلك الأعراض المزعجة، وبالأخص عدم النوم والنشاط الزائد، مهما كانت الجرعة صغيرة، حدث ذلك مع تناول 8/1 قرص سيروكسات، وكذلك مع تناول نصف قرص تريتيكو 50، وأنا لا أريد تناول المهدئات حتى لا أعتاد عليها.
هل تنصحوني بالمثابرة على تناول مضاد اكتئاب وتحمل الأعراض أم ماذا؟ مع العلم أنني لا أستطيع المتابعة مع الأطباء مرة أخرى للظروف المادية، والدواء الذي ستصفونه لي سأتناوله، وسأعود للكتابة لكم إن قررتم ذلك فيما بعد.
وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
رسالتك واضحة جداً، وأتفق معك تمامًا أن الحالة التي حدثت لك بعد تناول الأنفرانيل وزوال الاكتئاب، الحالة قطعًا هي حالة انشراحية، وظهور هذه الحالة هو دليل قاطع أنك تعاني من اضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية.
حقيقة هذا الموضوع الآن أصبح يشغل بال الكثير من الأطباء، حيث إن عدداً لا يُستهان به من المرضى تم علاجهم على أنها حالات اكتئاب نفسي آحادي القطب، واستجابتهم لمضادات الاكتئاب لم تكن جيدة أبدًا، وبعضهم ظهرت لديه بوادر التغيير التام مثل ما حدث في حالتك، وهذه الحالات قطعًا ثنائية القطب وليست أحادية القطب.
التغير من القطب الاكتئابي إلى القطب الانشراحي قد لا يكون واضحًا وجليًا في بعض الأحيان، قد لا يكون الإنسان منشرحًا لكن قد يزيد كلامه قليلاً مثلاً، وقد تظهر عليه بعض التوترات واضطراب في النوم، البعض قد يعتبر هذا نوعًا من القلق، لكنه حقيقة ليس قلقًا، -والحمد لله تعالى- أنت حالتك كانت بالظهور والوضوح الذي جعلك وبصورة فطنة تلتفت إلى أنك بالفعل تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة البسيطة.
اختيارك للدباكين كرونو هو اختيار موفق؛ لأن مثبتات المزاج هي أصل العلاج في هذه الحالات، وأتفق معك أن مضادات الاكتئاب لا يُنصح بها، حتى وإن دخل الإنسان في حالة اكتئابية شديدة، المدرسة الأمريكية النفسية -على وجه الخصوص- تحتم على هذا الأمر، لدرجة أنها توصي بعدم استعمال مضادات الاكتئاب مطلقًا، أما المدارس الأوروبية والمدرسة الإنجليزية فتؤيد استعمال بعض مضادات الاكتئاب مثل: عقار (ويلبويترين) مثلاً بجرعات صغيرة، وتحت المراقبة الطبية.
هنالك دراسات الآن تُشير إلى أن أفضل الأدوية في حالتك هو عقار (دباكين) أو (لامتروجين) يُضاف إليه عقار (سوركويل) والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين).
أخي الكريم: لا تتناول الزيروكسات، لا تتناول أي مضاد للاكتئاب، استمر في تناول الدباكين، ولا داعي لأن تنتقل للامكتال، لكن توقف عن الكلوزابين وأي أدوية أخرى، بخلاف الدباكين، وتناول السوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً، وأتوقع أن القلق سوف يختفي، كما أن نومك سوف يتحسن، وفي حالة عدم حدوث تحسن حقيقي يمكن أن ترفع جرعة السوركويل إلى مائة مليجرام ليلاً.
إذن الرزمة العلاجية الدوائية في حالتك هي الدباكين، زائد السوركويل، وأنا على ثقة تامة أن حالتك – إن شاء الله تعالى – سوف تتحسن، اصبر على تناول السوركويل.
بجانب العلاج الدوائي لابد أن تنظر إلى الآليات العلاجية الأخرى مثل: ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، ممارسة تمارين الاسترخاء، الترفيه عن النفس، وأن تنام مبكرًا؛ لأن النوم الصحيح يؤدي إلى استرخاء وترتيب إيجابي جدًّا بالنسبة لخلايا الدماغ، وهذا قطعًا يكون له نتائج إيجابية كبيرة على صحتك النفسية.
احرص -أخي الكريم- على الصلاة في وقتها، وعلى وردك من القرآن والدعاء، وأسأل الله تعالى أن يشفيك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.