السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشاكل كثيرة لا أدري كيف أحلها بنفسي، ولذلك كتبتها لكم.
أولاً: تزوجت وأنا في الثامنة عشرة من عمري، وحصل الزواج بسرعة شديدة، أي أنني تعرفت على زوجي الذي كان عمره في الثامنة عشرة أيضاً في يوم 13، وتزوجنا في 15، وقبلته لأن أهلي كانوا يعرفون أهله، وكانوا ينصحونني بأن أتزوجه؛ لأن أهله يحترمون النساء، وبعد الزواج تعرفت عليه أكثر، ورأيت العكس، كان عصبياً جداً، ويضربني كثيراً، ويظن بي ظن السوء، وبأهلي كذلك، مع أن كل تكاليف الزواج دفعها أهلي، أي أنه لم يصرف إلا قليلاً من الذهب، مع أنني لا أهتم بهذه الأشياء.
لم يكن يوجد بيننا حب في البداية، ولكن مع أنه كان يعذبني بالضرب المبرح والشتم كان حنوناً أحياناً، ولهذا دخل قلبي، ولكن ليس حباً، وإنما نوع من الرحمة اتجاهه.
علمني أشياء كثيرة لم أكن اعلمها، وبدأت بالصلاة والحجاب بعد شهور قليلة من زواجنا، وأنا أشكر الله، وحتى زوجي كان علي ذلك أيضاً، ولكن المشكلة الآن هو أنني لا أحبه الحب الذي كنت أتمنى أن أشعر به، وأظن السبب الرئيسي هو أنه كان دائماً يضربني ويشتمني، والآن مع أنه قلل من الضرب، ولكني أفكر دائماً بأن ننفصل، وأن أجد الشخص الذي يحترمني ويحبني حباً حقيقياً؛ لأنني أحس بأن زوجي لا يحبني أيضاً؛ لأنه غير معجب بشكلي، وأنه لا يغض بصره في كثيرٍ من الأحيان، ويقول لي كثيراً بأن ليس عندي أنوثة و...إلخ.
علماً بأن لدى زوجي صفات جيدة أيضاً، ولكن كنت أتمنى أن يكون عنده إيمان قوي، وأن يكون ذا علمٍ كبير بالدين، وأن يكون داعية إلى الله، ولكن أحس الآن أن زوجي بعيد من هذه المواصفات، ولا أدري ماذا أفعل.
أريد أن يحبني وأحبه، وأن يكون عنده هذه الصفات التي ذكرتها، ولكن لا يوجد أي منها في حياتي.
ثانياً: قبل أن أكمل دراستي الثانوية بسنة لم تعطني الحكومة هنا في هذه البلد نقود، وكان يجب علي أن آخذ قرضاً من مؤسسة تعطي قروضاً ربوية للطلاب الذين يريدون تكملة دراستهم بعد سن العشرين. لم أكن أريد أن آخذ هذه القروض لأنني لم أكن أريد أن آكل حراماً، ولكن زوجي نصحني بأن آخذه؛ لأنه لم يكن يوجد وسيلة أخرى إلا أن آخذ هذه القروض لكي أكمل دراستي، وها أنا الآن آخذه منذ سنة ونصف وأشعر بحزن شديد، ولا أحس بالراحة ولا بالسعادة.
الآن أريد أن أعرف: هل أنا حقاً آثمة؟ وهل زوجي الذي ليس له عمل، ويأخذ أيضاً هذه القروض لكي يكمل دراسته له الحق بأن يأمرني بأخذ هذه القروض ؟ لأنه يقول: ليس لدينا حلا آخر؛ لأنه يجب أن يكون لك شهادة لكي تقدر أن تعمل عملاً جيداً، وإلا يجب أن تعمل أعمال كنس ومسح المدارس مثلاً، ولا نقدر أن يكون لنا شهادات عالية لكي نغادر هذه البلاد ونعمل في بلاد إسلاميه، ولكن لا أعرف هل هذا الكلام معقول؟ وهل لدي حق بأن أطلب منه فراقي إذا استمر يأمرني بأن أدرس لكي آخذ هذه القروض، وأنا بصراحة أريد أن أكمل دراستي في الجامعة، ولكن بمالٍ حلال.
ثالثاً: الآن أنا متزوجة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ولم أنجب لسبب دراستي، وفي الحقيقة ليس لي رغبة للإنجاب؛ لأنني لا أحس بأنني ناضجة وقادرة على تربية الأطفال تربية جيدة، وحسب ديننا لأنني ليس عندي العلم الكافي، ولا أحس أيضاً باستقرار مع زوجي، ولهذا خائفة أن أنجب، وبعدها أنفصل، ويضيع الأطفال.
كثير من أخواتي في الله ينصحنني بأن أنجب، وبعضهن يقلن أنه حرام وأنتِ لم تنجبي منذ ذلك الوقت الطويل، ولكن مع هذا لا أحب أن أفكر بهذا الموضوع.
رابعاً: إنني أحس دائماً بأنني أقل من الناس، وأكون في كثير من الأوقات مرتبكة عندما أريد أن أقول شيئاً، حتى مع أخواتي في الله، وهذا الإحساس لدي منذ طفولتي يكثر ويقل، ولا أدري كيف أقوي نفسي وأثق بها، وأن لا أهتم بما يقوله الآخرون عني.
أريد أن أشعر براحة واطمئنان، وسعادة وحب في حياتي، ولكن لا يوجد أي واحد من هذه الأحاسيس لدي، ولا في حياتي، وكثير من الأحيان أتمنى الموت، ولا أرى قيمة في حياتي؛ لأنني أحس بأنني لم أعمل خيراً يرضي ربي. أريد أن أعيش حياة كما يريدها الله، وليس كما يريد هواي وهوى زوجي. أحس بأن زوجي أيضاً يحس بالأحاسيس التي ذكرتها، ولكن لا يبوح لي.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي، وكيف أحل مشاكلي، وأرجو أن تعطوني حلولاً لكل المشاكل التي طرحتها، وأشكركم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.