السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
علمائي الأفاضل: أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً, في كلية الهندسة، وأدرس في السنة الأخيرة منها, مستواي الدراسي متواضع جداً, ما يؤرقني الآن بشكل كبير هو موضوع الزواج, فأنا أعرف أن الزواج مسؤولية كبيرة، ومهمة عظيمة, ولكني لا أرى نفسي أهلاً للارتباط.
نعم أنا أصلي - والحمد لله -، وأحاول أن أحافظ على عبادات معينة في اليوم والليلة، لئلا ينفلت مني ديني, ولكني أرى أنني لن أستطيع تحمل مسؤولية زوج وبيت وتربية أبناء أكون أنا أمّهم, فلو نحينا أمر الدين جانباً لما وجدت الكثير من المميزات، ولرأيت العيوب الكثيرة في شخصيتي، وفي عاداتي وتصرفاتي, فأنا تنقصني الكثير من الحكمة في التعامل مع الأمور، ومنها تدني مستواي الدراسي، في عقلي نقص في طريقة التعاطي مع الأمور, فأنا لا أقدر الأمور قدرها, فربما أعطيت أمراً تافهاً أكثر مما يستحق، وأعطيت أمراً عظيماً أقل مما يستحق!
ولذلك فقد رفضت من تقدم لي، وهو على غير دين وخلق, وفي الوقت ذاته فأنا لست أهلا لمن هو على خلق ودين، فمن يتقدم لي سيظن بي الخير، ويغره أني ملتزمة، ولكن سيبغضني إن عرف بعيوبي الأخرى, ولو أخبرته بها لما قبل بي منذ البداية، فيا ليتني أستطيع أن أخبره بكل ما في من حسن وسيء، ثم له الاختيار بعدها، حتى يكون على بينة من أمره، ولا يندم بعدها, فأنا لا أريد أن أكون سبباً في خيبة أمل أحدهم، وقد رتب حياته كلها عليّ.
أعرف أن كلامي هذا غريب، ولكني أفضل عدم الزواج على أن أخدع أحداً، أو أكون له عذاباً، فأنا نفسي إن كنت سأخطب فتاة لابني مثلاً فلن أختار من هي مثلي، ولكن كيف؟ وهذا بالنسبة لأهلي يعتبر سبباً غير مقنع تماماً، كلامي هذا لم أستطع البوح به لأحد من أهلي، لأني لا أثق بأحدهم، وأيضاً لن يتفهموا كلامي هذا, ولم أستطع أن أبوح به لإحدى صديقاتي الصالحات، فأنا أستحي من ذلك، وأستحي أن يعلمن بتلك العيوب في، والكل يظن بي خيراً من ذلك.
ما أخبركم ليس توهماً من عندي، فأنا أسمع منهم ما يرمونه بين الحين والآخر من أنني سأفشل مع زوجي إن تزوجت, ولا أحد يعرف المرء أفضل من نفسه، أما دعائي لله هو أن يقدر لي الخير حيث كان، سواء كان في الزواج أو في عدمه.
أريد إرشاداتكم لي، فأنتم الآن لي أبي وأمي وأصدقائي الذين عجزت أن أبوح لهم عما في داخل صدري, وبحت لكم ما حبسته بصدري منذ فترة مضت.