السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شيء أود أن أقدم جزيل شكري لكل القائمين على هذا الموقع.
معاناتي بدأت تقريباً منذ سنة، كنت أتواصل مع زميل لي بالدراسة عن طريق الانترنت، وفي يوم من الأيام بعث لي برسالة غريبة، يعبر لي فيها عن مدى حبه لي، بدوري استغربت كثيراً، لأنني كنت أعرفه منذ أيام الدراسة، وكانت علاقتنا مجرد علاقة أخوية، وكنت أتواصل معه على هذا الأساس.
وسط كل هذا الاستغراب الشك في طبيعة الرسالة الحيرة، كان علي تغيير المنطقة التي أعيش فيها، والابتعاد عن والدي من أجل مزاولة دراستي الجامعية .
علماً أنني لم أكن أعرف أي شخص هناك، سافرت وإذا بي أدخل دوامة لم أجد السبيل للخروج منها، أصبحت فتاة انطوائية لا أكلم أحداً، تغير علي الناس وطباعهم كل شيء، وبحكم أنني لا أعرف الأشخاص وسط الحي الجامعي والجامعة كنت جداً كئيبة منشغلة بالموضوع السابق ذكره دائمة التفكير فيه، لأجد نفسي أفكر وأفكر وأفكر، ثم أعيد التفكير مرة أخرى، لأنني أحس بحاجة لإعطاء تفسيرات جديدة لعقلي، بالرغم من أنني أنهيت التفكير في نفس الموضوع منذ وهلات.
اختلطت علي الأمور، لم أعد أطيق الذهاب للجامعة، فالأولاد هناك يكلمون البنات بشكل عادي وبطريقة أخويه لماذا أنا لماذا؟ هل ما حصل لي كان بسببي؟ وهل أنا فتاة سيئة؟ هل الولد الذي كنت أكلمه فهمني بشكل خاطئ؟ ومن ثمة دخلت دوامة لا نهاية لها.
أصبحت أتضايق كلما رأيت ولدا يكلم فتاة، أصبحت جداً انطوائية، أكره التواصل مع الأشخاص عبر النت، أتساءل كلما رأيت فتاةً تتواصل عبر النت، هل ستلقى نفس مصيري؟ بمجرد بداية الحصة لا أستطيع التركيز هناك قوة خارجة عن إرادتي تجعلني أفكر في أمور أخرى، بالرغم من أنها أفكار سبق وأن أمضيت الساعات في التفكير بها!
قررت إنهاء الحياة الجامعية لكن والداي منعانني من ذلك، وأخذاني إلى طبيب نفسي، بصراحة هو من حطم أملي الأخير في العودة لحالتي الطبيعية، فلم تستغرق جلستي معه 15 دقيقة ليقول إنها ضغوطات دراسة، وإنه علي الراحة أكثر!
كانت مشاكلي تتطور يوماً عن يوم، أصبحت تأتيني أفكار غريبة، أقول في نفسي وسط الحرم الجامعي لماذا كل هذه البنات تهتم بالدراسة؟ فما فائدة الدراسة؟ لماذا لا يقمن علاقات مع الشباب؟! بالرغم من اقتناعي بسخافة الفكرة، وبالرغم من أنني كنت فتاة متفوقة جداً من قبل.
أصبحت أتضايق كثيراً بمجرد اختلافي مع أي فتاة، أقول لماذا لا تختلف مع الفتاة الأخرى؟ بالرغم من أنني أعرف جيدا طبيعة الوضع، كنت أحس أن عقلي عضو خارجي، فأنا مطالبة بأن أقدم له تفسيرات كثيرة مستنسخة ومكررة.
أصبحت أحس بالاختناق في كل لحظة، فأنا أقوم بعملية التنفس الطبيعية عن قصد لفترات طويلة، أصبحت لا أستطيع الدراسة لأنني لا أستطيع التوفيق بين أمرين في نفس الوقت، الحفظ والتنفس، وهو ما جعلني لا أجتاز الامتحانات.
أصبحت أخشى التحدث مع أي شخص، لأنني أصبحت أعاني من مشكلة، وهي زيادة إفرازات اللعاب كلما كلمت شخصاً، متأكدة من أن المشكلة ليست عضوية، فهي تأتيني بمجرد محادثة أي شخص، ويصبح تفكيري كله في هذه المشكلة، أنسى تماماً ما نتحدث عنه.
حاليا أنا أعيش في دوامة، وأحس أنني على وشك الانتحار، فمساعدتكم.
وشكراً.