السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى المستشارين الأفاضل وبعد:
سأبدأ أولاً بإعطاء نبذة عن شخصيتي، أنا طالبة ثانوية أبلغ من العمر 18 سنة، ذات طبع هادئ وخجول إلى حد ما وكثيراً ما يصفني أهلي بالرزانة، والآن سأبدأ بعرض مشكلتي، علاقتي مع معلماتي رسمية للغاية، فأنا لا أتعامل معهن إلا للضرورة وفي حدود الدراسة، وأنا ولله الحمد متفوقة وخلوقة والاحترام متبادل بيني وبين معلماتي، وكثيراً ما يمدحنني، إلا أني أريد أن أخص في حديثي عن إحدى معلماتي التي أكن لها الاحترام الشديد، وبل لا أشعر بأنها معلمتي فحسب بل كانت أشبه بأختي الكبيرة، نعم معلمتي كان لها فضل كبير في تغيير أشياء كثيرة في حياتي، وكما ذكرت سابقاً فإن علاقتي مع معلماتي رسمية وحتى مع هذه المعلمة.
كانت معلمتي رائعة بحق كانت تحترمني وتقدرني للغاية، وكانت الابتسامة لا تفارق محياها، إلا أنها في هذه السنة بالذات والتي تعد آخر سنة في دراستي للثانوية تغيرت .. نعم تغيرت لم تصبح كسابق عهدها معي، أصبحت لا تبتسم إلي ولا تنظر إلي وإن نظرت إلي فإن نظراتها حادة ومخيفة، وكأنها أصبحت لا تطيق وجودي، أحياناً أحتاج إلى طرح بعض الأسئلة حول الدرس إلا أنني أحتفظ بها لنفسي، نعم لأنني إذا تحدثت معها أشعر بأنها متضايقة على الرغم من أنني لا أسألها في وقت غير مناسب، فأنا أسألها بعد الانتهاء من الدرس، إلا أنني لم أتوقف عند هذه النقطة بل جلست مع نفسي لعلي أجد سبباً لتغير معاملتها، إلا أنني لم أجد شيئاً.
استشرت الكثيرين من أهلي ومن صديقاتي، فالبعض منهم قال اذهبي إليها وصارحيها بالأمر، والبعض الآخر رفض هذه الفكرة ونصحني بعدم الاكتراث لها، والبعض الآخر قال لي بأن أتعامل معها بالمثل، لكن مبادئي وأخلاقي ترفض ذلك، وحتى وإن كانت هي المخطئة لكنها تبقى معلمتي وأكبر مني سناً ويتوجب علي احترامها أولاً وأخيراً، لم أجد سوى أن أدعو ربي بأن يلين قلبها علي، مرت شهور والأمر لم يتغير إلا أنني سمعت بأنها ستأخذ إجازة لمدة شهر كامل، خشيت أنها قد تكون متعبة أو مريضة، فهي تبدو شاحبة دعوت الله إلا يكون الأمر كذلك.
إلا أنني عندما سمعت بأنها سوف تتزوج لا تعرفون مقدار السعادة التي هلت علي، فرحت لها كثيراً وقلت في نفسي أختي الكبيرة سوف تتزوج، دعوت الله في صلاتي بأن يتمم لها زواجها على خير، نعم أنا أحترمها كثيراً وتغيرها المفاجئ أشعرني بالضيق، أصبحت معلمتي تلاحقني في أحلامي يوماً بعد يوم، وفي أغلب أحلامي أراها إما انها منزعجة مني أو غاضبة أو تصرخ في وجهي، ويغلب على أحلامي كلها أنها لا تتكلم إلي مطلقاً، وفي آخر يوم لي في المدرسة كنت مترددة في البداية هل أذهب لها أم لا! لكن قلت في نفسي الإنسان لا يضمن حياته في هذه الدنيا. ذهبت إليها وطلبت منها أن تحللني وتسامحني، قالت لي بأنها قد سامحتني.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنني لم أرتح نفسياً، أشعر بأن قلبها يخفي شيئاً ولا زالت تطاردني في أحلامي، بل تطور الأمر إلى أنني أصبحت إذا خرجت في أماكن التجمعات أشعر بأنها موجودة وتراقبني، أصبحت أشك أنني أصبت بالجنون، أريد أن أعرف السبب حقاً، أريد أن أرتاح نفسياً، وهل شعوري بأنها تراقبني في مكان ما وهي ليست موجودة أمر طبيعي؟ وأعتذر أشد الاعتذار على الإطالة؛ لأني أعاني إلى حد ما من الكبت.
وشكراً.