السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
أريد استشارتكم ومساعدتكم في موضوع حصل معي، وقبل أن أسألكم سأروي لكم القصة.
في صيف سنة 2008 تعرفت على ابنة خالتي، أنا وهي من نفس المدينة، وهي تسكن في إحدى الدول الغربية، ثم شرعت في التقرب منها والتعرف عليها، وهي قابلت رغبتي بنفس الحماس الذي ظهر مني، فوجدت فيها ما أبحث عنه من المميزات، وأعجبت بها، وأحببتها في الله؛ لأنها فتاة ملتزمة، وذات خلق، ومن أصل طيب، وبعد أن أصبح كل منا لا يحمل أي سوء ظن للآخر في أخلاقه تعاهدنا على الزواج. فتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم:أن تكون ذات دين, لقوِله: ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري.
فتوكلت على الله لقوله تعالى{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} وتقدمت لخطبتها، وبينما كانت أمي تتكلم مع والدها في الموضوع أخبرها بأن ابنه أيضا يريد أن يطلب يد أختي منها للزواج فتمت الموافقة، ولكن بعد مرور وقت قصير حصل سوء تفاهم بين أسرتينا، ولم تتم هذه الخطوبة، وكان من بين الأسباب التي أدت إلى عدم تتمة هذه الخطوبة مرضي الذي أثار جدلا لدى أهلها، فقد كنت شفيت حديثا من مرض يدعى الهوجكنز السرطاني الذي كنت قد أخبرتها كل شيء عنه قبل أن أتقدم لخطبتها، فكان جوابها حينها هو: لا يهمني مرضك بالمرة، ولكن كل ما يهمني أن أكون زوجة لك.
وبعد مرور سنتين تزوجت أختي بشاب آخر، وتزوج شقيقها أيضا، ونحن بقينا على حالنا، وفي الشهر الماضي التقينا في الفيس بوك لأول مرة بعد مرور أربع سنوات، فتحدثنا مطولا، وفي النهاية سألتها إن كانت لم تتزوج بعد، فصدمت لجوابها، ويا ليتني لم أسألها هذا السؤال قالت لي: يا شيخ أقسم بالذي أحبك فيه أنني لن أرتدي الأبيض سوى لك، أو لقبري، وقالت لي سأبقى دون زواج حتى ألقى الله، ويزوجني بك في الجنة لقوله صل الله عليه وسلم: ( ما في الجنة أعزب ) – أخرجه مسلم، وقول الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها من تقر به عينها في الجنة.
فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور، وإنما هو للذكور، والإناث ومن جملة النعيم: الزواج، فعندما سمعت قولها هذا الذي ارتسخ في ذهني، ولا أظنه سيمحى أبدا! عاهدت الله ونفسي! وهي أيضا على أن لا أكون لغيرها زوجا ثم اتفقنا، وأقسمنا أنه إن لم نكن لبعضنا في هذه الدنيا سنبقى دون زواج حتى يجمعنا الله في جنته -إن شاء الله-.
وبعد مرور وقت قصير، وبينما نحن نتحدث قالت لي أنها ليست مرتاحة بالكلام معي، ووالدها لا يعلم بالأمر، ولأنني شاب ملتزم لا أرضى لمن أحبها أن تذنب بسببي أو أن تفعل شيئا تخفيه، وتخجل منه، ولا أريد لضميرها تأنيبا، ولا لقلبها تعذيبا، ولكن أريدها إن نظرت إلى أبيها استحقت ثقته، وإذا تحدثت إلى أخيها لم تكذب، فقلت لها أخبريه بالموضوع فقالت لي لن يوافق إلا بعد أن تتخرج، وتحصل على عمل كي تستطيع إدخالي إلى بلدها؛ لأنها الآن لا زالت في دورة تدريبية في مجال التمريض لمدة سنتين، أي أنها ستحصل على العمل سنة 2014 وحينها ستفاتحه بالموضوع.
ولأنني أحبها بجنون، وأريد أن أتزوجها على سنة الله ورسوله قلت لها تعالي للعيش معي في بلدي لدي عمل رسمي، ولن نضطر لانتظار سنتين، وقبل أن أعرف جوابها سمعت قوله تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" قررنا أن نترك هذا الحب لله، وأن نتوب إليه؛ لأننا ارتكبنا فاحشة، وحين غفلتنا كان الشيطان يتلصص بنا وينتظر تلك الغفلة ليفسد علينا قلبينا، لكن الله حال دون مبتغاه ومهد لنا طريق الاستغفار والتوبة فأقلعنا عما فعلنا لقوله عليه الصلاة والسلام "خير الخطائين التوابون.
وفي النهاية أقول لكم نحن نريد أن نضرب عصفورين بحجر واحد، أي أن نكون لبعضنا البعض، وأن نصلح بين أسرتينا.
أسئلتي كالتالي:
1-هل اقترفنا جرما عندما أقسمنا أن لا نتزوج في هذه الدنيا إذا لم نكن لبعضنا البعض؟ وهل بقسمنا هذا نكون غير راضين بحكم الله -والعياذ بالله-؟ علما أننا لم نقسم إلا بعد سماعنا لقصة أم الدرداء رضي الله عنها التي خطبت زوجها من الله.
2-هل أرسل لها رسالة لكي أعلم جوابها على السؤال الذي لم تجبني عليه أي أن تعيش معي في بلدي؟
3-هل يمكنني أن أرسل لها إجابتكم على هذا الموضوع؟ لأننا الآن لا نتحدث إلى بعضنا نهائيا.
4-هل أقول لها أن تخبر والدها بأنني أريد خطبتها من جديد؟ أريد نصيحتكم وما يتوجب علي فعله؟
5-عندما أصلي أدعو الله أن تكون زوجة لي على طاعة الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، هل أنا على صواب أم لا؟
اعذروني إن كنت قد أطلت عليكم الموضوع، وأسال الله أن أكون قد أوضحت لكم ما أريد أن تفيدوني به، وأنا مستعد لإعطائكم المزيد من التفاصيل إن أردتم.
جزاكم الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة إني أحبكم في الله أدعوا معي فأنا بحاجة لدعائكم.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.