السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ فترة طويلة من صداع، ودوار، وآلام في البطن، وحساسية من الأضواء والأصوات، ولا أطيق الروائح النفاذة، أشعر كذلك بضيق الصدر، والتعب، والإرهاق لأبسط مجهود، وتوتر، وقلق، وكسل، وأصبحت بطيئة جدًا عند القيام بأي عمل، وليست لدي رغبة في القيام بأي شيء إطلاقًا سوى الجلوس والنوم، بل حتى أنني أشعر بثقل لساني عند الحديث مع أي أحد في بعض الأحيان، كل من يقابلني يقرأ علامات الحزن والتوتر على وجهي، ويداي ترتعشان غالب الوقت.
كنت أشعر بأن الحياة لا قيمة لها، وأتمنى الموت، وتأتيني أفكار بأن من حولي يكروهنني، أو يتكلمون عني، أو أنهم مستاؤون من تغير حالتي، وأشعر بالذنب لأي شيء بسيط، لكنني أحاول بقدر الإمكان إبعاد هذه الوساوس ما إن ترد على ذهني.
تزداد هذه الأعراض عند ذهابي للجامعة، أو خروجي من المنزل، وفي المنزل أكاد أبدو طبيعية تمامًا معظم الأحيان، إلا أن الكسل يلازمني.
قمت بعمل فحوصات للدم، ووظائف الكبد، والكلى، والغدة الدرقية، وكذلك أشعة مقطعية للدماغ، وكانت كلها سليمة والحمد لله.
تم تشخيص حالتي على أنها اكتئاب خفيف إلى متوسط، وأخذت باروكسيتين 20 ملغم يوميًا لمدة ستة أسابيع، ولكن ازداد الكسل والخمول، وكلما رجعت للجامعة ترجع الحالة مرة أخرى، فقرر الطبيب تخفيف الباروكستين حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين حتى أتوقف عنه، وفي نفس الوقت أبدأ بفنالفاكسين (إفكسور)، لكني توقفت عن الباروكستين، ولم آخذ الإفكسور بسبب معارضة أهلي لتناولي الأدوية، كانت الأعراض الانسحابية مزعجة جدًا في أول أسبوعين من بدء إيقاف العلاج، لكن تحسنت حالتي النفسية بعدها، ربما لأنني لا أعاني من أي ضغوط حاليًا.
لا زلت أعاني من الأعراض النفسجسمية: الصداع والدوار، وآلام البطن، والتعب، ولا زالت حركتي بطيئة جدًا، وأشعر بالرغبة في النوم قبل أدائي لعمل ما، أو أثناء تواجدي بالجامعة، تأتيني فترات قلق بين حين، وآخر بدون سبب، لم تعد تأتيني تلك الأفكار السلبية، لا أفهم سبب شحوب وجهي الدائم، ونبرة صوتي الحزينة.
بدأت في الجلسات النفسية منذ بضعة أيام إلا أنني لا أستطيع الإجابة على معظم أسئلة الطبيبة، فهي تريد أن تعرف سبب الاكتئاب إلا أنني لا أجد سببا معينا للاكتئاب، بل إنني لست مقتنعة بأني مصابة به فعلاً؛ فأدائي الدراسي جيد جدًا على الرغم من تغيبي المتواصل عن المحاضرات، وتركيزي ممتاز، كما أنه ليس لدي أفكار معينة تشغل بالي أثناء شعوري بالقلق، أو الضيق، أو الصداع والدوار.
الأعراض الجسمية، والتعب، وكثرة النوم تزعجني أكثر من الأعراض النفسية، هل أنا مصابة بالاكتئاب فعلاً؟! أم أنه من الممكن أن يكون لدي مرض عضوي؟ أم أنه سحر أو حسد أو ربما مس؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.