السؤال
السلام عليكم.
عندما كنت في سن 12 كنت خائفة من أن لا أبلغ أو أصبح ولد، وسبب خوفي هو أنني أفكر دائماً بما يحدث في المستقبل، فأصبحت أبكي دائماً وأدعو الله كثيراً، والذي زاد عليّ خوفي هو أنني أسمع البعض يتكلم عن مشيتي بأنني أشبه الولد أو شكل جسمي، وبعد سنوات بلغت في الـ 16 من عمري، وارتحت كثيراً، لكن ظهرت لي مشكلة جديدة وهي أنني عندما أردت الانتقال إلى مدرسة خاصة لتحقيق طموحي وأهدافي التي لا تعد ولا تحصى، قال لي الجميع الكثير من مساوئ تلك المدرسة من طالبات أو معلمات ...إلخ، خفت على نفسي كثيراً، ولكن عندما عدت إلى المنزل علمت أن والدي قد سجلني وانتهى، شعرت بالحزن.
في اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة، كنت خائفة أن أدخلها، لكنني دخلتها وذهبت إلى فصلي شعرت بالضيقة والخوف بنفس الوقت، وشعرت أنني أريد البكاء، لم أستطع المكوث أكثر فخرجت بعد أسابيع رأيت أنه على العكس تماماً الطالبات رائعات (اللاتي في فصلي)، وفي وقت الامتحانات اليوم الثاني من الأسبوع الأول، بينما كنت أدرس تذكرت شيئاً قد رأيته في جهاز الاب توب من لقطات خليعة بعد استعمال أخي لجهازي، ذهلت لما يراه، ولكن في نفس الوقت مللت من المذاكرة، وقمت ب (العادة السرية) ولم أعرف ماهي إلا بعد أن حدث ما حدث.
بعدها عدت إلى دراستي شعرت أن شيئاً يخرج مني، ذهبت إلى دورة المياه ورأيت ما رأيت ذهلت وخفت وارتعبت وكنت أقول معقول أنني فقدت ...؟ لا لا .. كنت أبكي، وأيضاً أفكر بما سيحصل في المستقبل، حاولت أن أنسى وأن ألهي نفسي بالمذاكرة، وبقيت على هذا الحال منذ أن حدثت تلك الحادث الشنيعة، أبكي وأفكر وأحاول أن ألهي نفسي بالمذاكرة، بعد انتهاء الامتحانات كان هناك إجازة أسبوع كامل لم أخرج فيها أبداً، كان نومي مضطرب، أنام النهار وأسهر الليل، ولم أكن أريد ذلك.
كنت أرغم نفسي على النوم في الليل مع أنني اكتفيت حتى لا أفكر أبداً، بدأت حالتي النفسية تزداد سوءا، أصبحت استخدم الحاسوب حتى أجد حلاً لي بعد الله فيه، وقرأت أحاديث عن عقوبة من فعل فعلتي يوم القيامة، بدأت أبكي وذهبت للنوم، وأتتني صوري وأنا أتخيل نفسي بتلك العقوبة، أصبحت أبكي وأبكي، شعرت أنني شخص مذنب ذنوباً لا تعد ولا تحصى، ومع أن الجميع أخبرني أن الله سيرحمني، لا أعلم لماذا لم أرتح! لم أخبر أحداً، شعرت فجأة أنه لن يساعدني أحد حتى أمي، حاولت أن أتجرأ، وأخذت أمي إلى الخارج، وعندما بدأت أخبرها لم أستطع بدأت أبكي وأبكي وأبكي.
ذهلت أمي وحاولت تهدئتي وقالت لي أنها ستأخذني إلى الطبيب، رفضت خوفاً من أن يكون ما في بالي قد حدث، تمنيت الموت كرهت الزواج، وكنت أرى أن نهايتي الأكيدة هي عند زواجي، وعلق ذلك في بالي، بعد يومين ذهبت إليها حتى أرتاح، أخبرتني أنني سليمة، وأنها كانت دورة متأخرة، ارتحت كثيراً، وحمدت الله، لكن أفكاري السابقة لا تلبث أن تعود إليّ، حتى أنني أصبحت أفكر بذات الله وأشعر وكأنني في الاخرة.
وكان يضيق صدري إذا رأيت شيئاً من نعيم الدنيا كالفنادق الفاخرة، وحتى إنني أصبحت أرى أن الدنيا جميلة لا بأس بها، وكنت أحاول أن أقنع نفسي أنها لا تقارن بما في الجنة، وكنت لا أريد أن أموت، ولا أريد أن أعيش، أريد أن أكون في الفراغ من حالتي تلك التي أهلكتني، وكنت أرى أن المرأة التي تتزوج حمقاء؛ لأن الرجل الذي يتزوجها لا يريد سوى إشباع شهوته وهي كالحائط بعد ذلك، أصبحت أشعر وكأنني في حياة أخرى ليست بدنيا ولا آخرة، مللت من التفكير وأصبحت أكره جسمي وشكلة؛ لأنه تغير ظناً مني أنه بسبب ما حدث سابقاً.
أصبحت عندما أصلي أشعر وكأنه غير متقبل، وأحياناً أشعر أنه يجب أن أصلي أفضل وإلا لن تقبل، كرهت حياتي كثيراً كثيراً كثيراً، وأيضاً كنت أقول الناس ما بالهم هل هم راضون بحياتهم يأكلون ويشربون ويتعلمون وثم ماذا؟! أصبحت أبكي لا شعورياً أمام إخوتي في استغرابهم، أخذتني والدتي إلى عطار لأشتري منه ماء مقروء فيه، والعطار كان موجود في مجمع أحب الذهاب إليه، لكنني ما عدت أهتم، وكنت أمشى ولا يلفت نظري شيء، أصبحت شخصاً اخر لا أريده، وفي الختام مع ظهور الكثير من الملحدين أصبحت أفكر بما يقولون، وأن بعضه صحيح - والعياذ بالله -.
أصبحت أيضاً أفكر في بعض الصور والأحاديث وأقول ما فائدة إيماننا وحرصنا إن كان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء - والعياذ بالله -، والكثير والكثير من الأسئلة، أريد أن أعود كما كنت، أريد أن تعود رغبتي في الحياة كما كنت سابقاً.