السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاماً، كنت كثيرة الذكر لله، وكثيرة القيام بالأعمال الصالحة، ومنذ تقريباً شهرين، أصبحت أعاني من وسوسة قاتلة، في البداية بدأت أشك في كل شيء، ثم بدأت الأفكار تتلاشى في نفسي، فأسمع في رأسي أسئلة مثل: من الممكن أن يوجد إله غير الله - أستغفر الله العظيم - ومنذ تلك اللحظة وأنا أشعر بالجنون، كرهت الحياة وأصابني حزن وقلق شديد وأنا في حالة اكتئاب دائمة، وحقاً أصبحت أخاف من أن أموت وأنا كافرة، وأقول يا ليت كل شيء أخذ مني ولم تأتني هذه الوسوسة، أصبحت أبكي كلما فكرت في مثل هذه الأمور، وأصبحت أقول أن الناس تنظر لي نظرة أنني صالحة مؤمنة وكل الصفات الجيدة، وأنا أعاني من كل هذه الأفكار.
تكلمت مع معظم أقاربي وبدؤوا ينصحونني بقراءة الأذكار، وأنها كلها أفكار والله لن يحاسبني عليها، ولكن أنا أريد أن أتخلص منها بشكل نهائي، وعندما قرأت رسالة هذا الشاب رقم الاستشارة: 279508 فهو مطابق لي في حالتي، وقرأت إجابتكم أيضاً فشعرت بالراحة، ولكنني أريد أن أتخلص منها بشكل نهائي، ونصحتني عمتي بقراءة سورة البقرة فقرأتها في الليل وأنا أبكي، وبعدما انتهيت من قراءتها قلت في عقلي إن كان يوجد إله غير الله - أستغفر الله العظيم - لكان أظهر نفسه بشيء حتى يكون صدقاً، وأما الأشياء التي يعبدها الكافرون فمعظمها صلبة لا تتحرك أو موجودة في عالمنا، فحاولت إسكات الأصوات التي تدور في رأسي بهذه الأجوبة.
اليوم استيقظت وأردت أن أرجع كما كنت في السابق أدعو الله، وأحمد الله، وأعمل كل شيء يرضي الله من كل قلبي، وكما كنت في السابق، لكن الوسواس هاجمني ثانياً فلم أعد أستطع أن أقول أي كلمة يوجد بها كلمة الله، إلا وبدأت أفكر فأقولها، وأنا أريد أن أقولها بشكل أفضل يخرج من قلبي كما في السابق، لا أستطيع التحمل، قد جننت!
أرجوكم ساعدوني فأنا أبكي في كل لحظة، وأعاني من حزن وكآبة شديدة، وكلما أسمع القرآن أبدأ بالبكاء، وكلما يتحدث الله في الآيات عن الكافرين وعذابهم أبدأ بالبكاء، وكذلك عندما يتحدث عن المؤمنين لا أدري ما أفعل، وعندما أسمع الأذان أو أرى كتاباً مثل (حصن المسلم) أبدأ بالبكاء وأقول الأذان يخصني، كل شيء فيه إيمان يخصني، أنا مسلمة.
أرجوكم ساعدوني لا أريد أن أكفر، وهل أعتبر كافرة؟ وهل سيسامحني الله؟ مع العلم أني مؤمنة بكل شيء بيوم القيامة بالرسل وبالقرآن.