السؤال
في مجتمعنا نسبة تبرج المرأة كبيرة، والاختلاط هو السائد، عندما أغض بصري أفكر أنني أتصرف بغباء ولا مبالاة، فهل هذا صحيح؟ وهل غض البصر يعطل العمل الطبيعي للعقل؟ وعندما نحد من النظر إلى أشياء معينة، أليس ذلك تدريباً على سوء الانتباه حتى يصبح فعلاً لاإرادياً وتصبح مهملاً لتفاصيل عديدة ويتبلد العقل؟ خاصة وأن المرأة في مجتمعنا يتعامل معها كالرجال، والناس هنا تلاحظ بعضها ماذا تلبس وكيف تتصرف وتسأل عن الأشخاص، وهذا يشعرني أني متخلف عن غيري، لأن غض البصر والتدين يمنعني من التعرف على الأشخاص، فمثلاً مثلاً خلال السنة الدراسية أصحابي في الجامعة سرعان ما يتعرفون على البنات ويستفيدون من خبراتهم ومعارفهم ونصائحهم، وأنا لا، باعتبار أن البنات في الغالب أكثر تميزاً من الأولاد، فالكل يتحدثون مع البنات ويعرفون ما يدور في العالم، وأنا لا، وكل الأولاد يحكون مع البنات، سواء المتبرجة أو المحجبة، والكل يصافح البنات، حتى أني لما أصبحت أتدرب على استعمال السيارة نبهني المدرب أنني لا أنتبه إلى المترجلين، وأن قيادتي خطيرة بسبب ذلك، والسبب أنهن كن فتيات متبرجات، في حين أن الصحيح أن أنظر إليهم وأفهم ماذا ينوون القيام به، وسيكون لدي فعل انعكاسي لعدم النظر لمثل هؤلاء، حتى أني أحياناً ألاحظ أني لا أنتبه لسيارة كاملة!
كذلك، ألا يؤدي غض البصر إلى الجهل بنصف المجتمع وهو المجتمع النسائي؟ مثال: شخص له قريبة متبرجة، هل في الإسلام لا يمكن للشاب أن يكون في ذهنه صورة عن مظهر ابنة عمه باعتبار تحريم النظر لها، بحيث إن مشت أمامه مستقبلاً في الطريق لم يعلم إن كانت تلك ابنة عمه أم لا؟ وكيف يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر؟ خاصة وأنه أمضى فترة طويلة ولم يتصل بها؟