السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل سأشرح لك مشكلتي بالتفصيل.
أنا أعاني من مشكلة منذ فترة طويلة تتمثل في ضغطٍ نفسي كبير، وحالة ضغط رهيبة أثرت على عملي وحياتي وعلاقتي الاجتماعية مع عائلتي وأصحابي بشكل غير عادي وملاحظ ممن يعرفني.
تعبت جدا يا دكتور، أحس دائما بالضغط والكتمة وصعوبة التنفس والألم الداخلي الكبير، والنوم الغير مريح، وأثر على إنتاجي في العمل، وحتى في تحصيلي الدراسي بشكل لم يكن موجوداً من قبل أبداً، وأدخل دائماً بنوبات بكاء مؤلمة، لم أكن كذلك يوما ما، وكنت مضرب المثل في التفوق والنجاح والاجتماعية وحب الناس والعلاقات والقيادة.
أملك مقومات كبيرة غير عادية أبدا للنجاح، وأثق في نفسي ولله الحمد، وأعرف قدارتي وطاقتي بشكل كبير، لكنها تغيرت مع هذه المشكلة أو لم أشعر بذلك كله، والسبب كله الاكتئاب والضغط الذي أعيشه لمدة قرابة السنة، الآن مررت بظروف عصيبة، كنت أقاوم نفسي وأحاول الضغط عليها حتى أترك هذه المشكلة خلف ظهري وأنساها من حياتي، لكني لم أستطع!
أشعر أحيانا بنوبات من التحسن البسيط، لكن ما يلبث أن أعود إلى الحالة التي أعيشها، كنت قوي الذاكرة والتركيز، وتغيرت الآن بشكل كبير واضح لاحظه من حولي، لم أعد أتذكر بعض الأسماء المعروفة التي لا يمكن أن تنسى بشكل دائم وليس عارضا.
تأثرت كثيراً، لكن لم أتناول أي من العقاقير النفسية لأني كنت أؤمن أنها مشكلة وسوف ترحل مع الوقت، لكنها استمرت بشكل طويل أثّر علي بشكل لم أعد أتحمل أكثر من ذلك!
كنت دائما ما أبحث عمن أفرغ له الشحنات التي بداخلي والألم فأرتاح قليلا ثم أعود إلى حالتي النفسية المتعبة.
أصبحت شخصية حاد المزاج والطبع والتعامل والأسلوب، ولم أكن كذلك إطلاقا وأعرف أني تغيرت كثيرا.
مشكلتي يا دكتور هي أني فقدت إنسانا عزيزا على قلبي جدا أحبه حبا كبيرا، وكان يشكل جزءاً مهماً في حياتي، وكنت بمجرد الحديث معه أو الجلوس أشعر براحة نفسية غير عادية، كان أخا وصديقا بشكل فوق المعتاد، جمعتنا أيام كثيرة حلوة أحببته فيها، كنا فيها أصدقاء ونعرف خبايا بعض، ونثق ببعض إلى أن حدثت بيننا مشاكل لم أخطأ فيها وتغير علي كثيراً!
حاولت كثيرا بكل الوسائل لحل هذه المشكلة معه لكنه أخطأ في حقي كثيرا بشكل لا تتصوره، ومع ذلك حاولت التودد له، حاولت الجلوس للحديث، بذلت كل ما أستطيعه ولكنه لم يستجب لي، وبدأ يحاول الابتعاد عني وكأنه يريد ذلك، ووجد لها تبريرا فقط، لا تعلم حجم الألم الذي أعيشه جراء شدة التعامل الذي عاملني به، ولم أسئ له بكلمة واحدة - والحمد لله -، وفتحت له كل قلبي وصدري، ولكن كلما حاولت لم يستجب، وصار أكثر عنفا معي، تألمت وبكيت لما حدث، أثر عليّ نفسيا بشكل كبير، كنت أعاني من المشكلة في بدايتها منذ أن بدأ التغيير في علاقتنا، وما حدثتك عنه كان في آخرها، وانقطعت العلاقة بيني وبينه تماما بشكل نهائي، وكلما تذكرته بكيت وتأثرت، وبدأت أشعر بالضيق بشكل كبير، حاولت أن أجاهد نفسي وأن أشغل نفسي، وأن لا أفكر، وأفوض أمري إلى العليم الخبير ويختار ما يشاء.
حاولت ولم أستطع، أنجح أحيانا وأفشل في معظم الأحوال، أريد أن تعود حياتي طبيعية.
ومع ذلك كله وكل ما حدث لا زلت أحب صديقي ولو أراد أن يصلح الأمور وكان صادقا، فسيجد قلبي مفتوحا له، صبرت كثيرا على فراقه ولكن لن أدع هذا الأمر يؤثر على حياتي، فأنا أدرك من أن الحياة أكبر من ذلك، وأعلم أن المستقبل مشرق أمامي بإذن الله، لكن أريد لحياتي وإبداعي بشكل طبيعي، لم أعد أتحمل! سأنفجر من شدة الألم النفسي الذي أعيشه وسيطر على حياتي.
أريد حلاً يا دكتور أرجوك.