الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فواز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
شكرا على سؤالك.
واضح أنك ما زلت تعاني من "صدمة الفراق" حيث يعاني الإنسان من فقدان عزيز عليه سواءً بالموت أو مجرد الابتعاد الجغرافي، وانقطاع العلاقة، فأنت تعاني من كثير من أعراض هذه الصدمة، أو صدمة الفقدان من الشعور بالضغط وصعوبات التنفس ونوبات البكاء، وتأثير هذا على جوانب متعددة من حياتك الشخصية والانتاجية والاجتماعية.
أنت ما زلت تأمل وتتعلق وتنتظر إمكانية عودة هذه العلاقة، وليس هناك أصعب من الانتظار في الحياة، ولهذا الانتظار تأثيرٌ كبير على طول مدة هذه المعاناة.
يبدو أنك لم تُخطئ في تعاملك مع هذا الصديق، وأنك حاولت كثيرا إعادة المياه إلى مجاريها، إلا أنه لا تجاوب من طرفه، وأنه وكما تعتقد هو الذي أخطئ في حقك.
ودعني أطرح الأمر التالي: ربما غير الطبيعي في الأمر ليس في انقطاع هذه العلاقة، وإنما في أن طبيعة العلاقة فقد كانت متقاربة أكثر مما كان يجب أن تكون، فقد كانت العلاقة شديدة جداً، وكذلك الافتراق أكثر منه شدة!
هل تريد أن تستمر في هذه الحال، وهذا الانتظار سنة، سنتين ثلاث سنين....!! بالطبع لا. فما العمل؟
لا شك أنه عليك الآن وبعد سنة من انقطاع هذه العلاقة أن تتجاوز هذه المرحلة، وتنتقل لحياتك المستقبلية، والتي ذكرت في سؤالك أنها ستكون حياة مشرقة وناجحة لأسباب كثيرة، ومنها إمكاناتك وطاقاتك التي تحدثت عنها قليلا في سؤالك.
لقد ذكرت في رسالتك أنك لم تتناول أي عقاقير طبية نفسية، فهل راجعت طبيباً؟ وهل وصف لك دواء ما؟ ولكني لا أعتقد أن "علاج" ما أنت فيه في حاجة للعقاقير النفسية، وإنما العلاج الأنسب هو محاولة التكيّف مع هذا الحدث في حياتك.
يمكنك، ومن اليوم، أو من وقت آخر تحدده أنت، وتكون مرتاحا له، أن تحدد وقتا تجعله نقطة تحول، ونقطة ولادة جديدة، وتبدأ من حينها بالنظر للمستقبل بدل التركيز الكامل على الماضي.
وواضح من سؤالك أن لديك الإمكانات والطاقات التي تمكنك من فعل هذا.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121 ).
وفقك الله، وسدد خطاك، وأرجو أن نسمع أخبار نجاحاتك.