السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ حوالي 5 سنوات من زوجة أشعر أني ظُلمت معها (لي منها ولدان) ألاحظ عليها كل فترة تصرّفاً غريباً عدائياً، يدل على جهل كبير، وعدم القدرة على الاتصال الإنساني معي ومع من حولي.
فخلال فترة الخطوبة انهارت مرة وهي تبكي وتصيح (على الهاتف) بأن أمتعة العروس التي اقتنيناها لها غير كافية، وأنها لا تليق حتى بمتسولين!
وهذا الأمر أحرجني مع أهلي، حيث سمعها أبي تتكلم عن الموضوع دون استحياء ولا ترفّع، طبعاً أبي استجاب لها واشترى لها على حسابه كسوة جديدة، وقال: إن ما مشكلته المال أهون المشاكل!
وبعد الزواج، خرجنا في رحلة استجمامية إلى بلد عربي، وكان معنا في المجموعة بعض المعارف من بلادنا، وأذكر أن زوجتي أرادت أن تضع يدها في يدي ونحن نتجول ماشيين، إلا أني شعرت بالإحراج عندما مر بنا بعض من نعرفهم ونحن متماسكان بأيدي بعضنا البعض، فما كان مني إلا أن سحبت يدي، وهذا الأمر دفعها إلى أن تصيح في وجهي قائلة: وهل ما نفعله عيب أم حرام؟ ما علاقتنا بالناس؟ المهم أن تكون معي وليس معهم.
وكل ذلك في مكان عام مكتظ بالناس، وعادت إلى الغرفة في الفندق، وهناك أخذت تصيح بشكل هستيري طالبة الطلاق!!
الحقيقة أني شككت في سلامة عقلها؛ لأنها كانت تصيح مع بكاء متواصل وعنيف، ثم أخذت أقراصاً مسكنة وابتلعت اثنين منها أمامي، وكانت ستبتلع المزيد معبرة عن عزمها على الانتحار! فما كان مني إلا أن صفعتها بقوة على وجهها، محاولا أخذ علبة المسكنات منها وإلقائها بعيدا، ثم هدأت، وقد امتنعت عن الحديث معي إلى نهاية الرحلة، وطبعاً ظلت تعيرني إلى الآن بأني رفعت يدي عليها مرة.
وأنا اليوم أعمل مدرساً في مدرسة ثانوية مختلطة، وحدث منذ فترة وزوجتي تجلس بجانبي في السيارة التي أقودها، أن إحدى طالباتي كانت تمشي في الطريق مواجهة لنا، فما كان من هذه الطالبة الجاهلة إلا أن رفعت يدها ملقية التحية عليَّ وهي تسكن في المحيط القريب لمكان سكناي فأصابني الإحراج، فترددت!! ثم رفعت يدي إليها راداً السلام، وطبعاً غضبت زوجتي كثيراً، وصارت تنعتني بأفظع النعوت، ومنها أني أهبط إلى مستوى هذه الطالبة الهابطة التي لا تستحي بردي السلام عليها.
وطلبت مني الطلاق في لحظة غضب! وفهمت منها أن سبب غضبها الرئيسي هو أنه قبل سنتين، كنا في مجمع تجاري، وقالت لي هامسة: إن معلماً يعمل معها في المدرسة قد رفع يده محيياً، فهل ترد التحية؟ فأجبتها بأن تظاهري بعدم رؤيته (زوجتي تعمل مدرسة خارج البيت) وهي تقول أن هذا المعلم بعد أن عاد إلى المدرسة حدث المعلمات بأنها تخشى زوجها فلا ترد التحية لأنه معها، وأن هذا الأمر أحرجها.
واليوم هي تحاسبني على ذلك، وتقول: كيف يمكن لك أن تنهاني عن فعل وأنت تأتيه؟
بالله عليكم لقد احترت في أمر هذه الزوجة! أحس أن في شخصيتها متناقضات عجيبة، وهي لا تحسن الاتصال الإنساني معي، كثير ة التشكي، كثيرة الخصام، كئيبة الملامح، لا تملك روح النكتة، ولا تقدر النكتة الذكية العابرة.
- هل يبدو لكم أن زوجتي مريضة نفسياً؟
- هل يمكن أن ألتمس لها العذر في تصرفها معي ومع أبي خلال الخطوبة؟
- هل أخطأت في تقديركم برد السلام على الطالبة؟
- هل أخطأت في نصح زوجتي بالتظاهر بعدم رؤية زميلها المعلم في المجمع التجاري؟
- هل يحق لزوجتي أن ترفع صوتها، وأن تغضب، وأن تقول: لا أريد سماع صوتك بعد الآن لما حدث في السيارة؟
- بم تنصحونني في مجال التعامل مع هذه المرأة؟
أرشدوني، فتح الله عليكم، وجزاكم كل خير.