الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تكره أهلي ولا تحب التواصل معهم، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوج منذ 6 سنوات، وأب لطفلة واحدة، وزوجتي كانت تدرس معي في الجامعة، وكنت أظن فيها الخير والصلاح والهداية، وهي -الحمد لله- على قدر كبير من ذلك، لكنها غير ودودة كثيرًا مع الناس، وتفضل الانعزال منذ زواجنا، وهناك الكثير من المشاكل بينها وبين أهلي، لأني ابنهم الوحيد ولدي أخت واحدة فقط.

أهلي يحبون التواصل، وهي لا تتواصل إلا قليلًا جدًا عندما تذهب معي إلى زيارتهم مرة أسبوعيًا، والعلاقة بينهم جافة جدًا، وأنا سئمت من شكوى الطرفين، وبعد ولادة طفلتنا ازداد اهتمامها بالطفلة، وأهلها لاحظوا ذلك، وكانوا يقولون: لأنها أول طفلة، وهي تمنعني من اصطحابها إلى الشارع أو المسجد، وتمنع ذهابها معي إلى زيارة أهلي وأي مكان.

تطورت المشاكل بيننا وازداد الاحتقان؛ بسبب رفضها ذهاب والدي لاصطحاب الطفلة من المدرسة حتى ولو كان معي، وعندما رفضت تصرفها قامت بإهانتي وسبي أنا وأهلي، وقالت: أنت ضعيف الشخصية لأنك تريد إرضاء أهلك على حسابي، وفي آخر زيارة لأهلي حصل بينها وبينهم مشادة كلامية كبيرة، وشتمتني وأهلي كذلك، فمرض والدي مرضًا شديدًا لحزنه، وهي لا تحب أهلي ولا ترحب بهم في منزلها، ودبت بيننا مشاكل كثيرة لأنني استضفت والدي، وأنا حائر ماذا أفعل؟ البعض أرشدني للزواج من ثانية دون تطليقها؛ للحفاظ على بيتي، ولكنها لن تقبل ذلك.

استفساري: هل الزواج الثاني إن كنت مقتدرًا يقلل من الاحتقان؟ وهل الزوجة الثانية ستكون ودودة مع أهلي، وبذلك يقل الضغط في البيت الأول؟ أم أكتفي بزوجتي الأولى وأصبر وأتحمل؟ علمًا أن كثرة المشاكل بيننا أفقدتني العلاقة، وزوجتي لا تقدر على الإنجاب حاليًا لظروفها الصحية، وحينما تحمل تكون طوال فترة الحمل بدون جماع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يصلحك، وأن يبارك فيك، وأن يهدي زوجتك، إنه جواد كريم.

لا بد أن تفرق بين المشكلتين:
1- مشكلة علاقة زوجتك بك وبأهلك.
2- رغبتك في الزواج الثاني.

وضع الأمرين معًا مربك، ولن تستطيع معه اتخاذ القرار الحاسم، لذا دعنا نضع بعض الحقائق:

1- علاقة زوجتك بأهلك لا يجب أن تطغى على علاقتكم الاجتماعية، نعم كل إنسان يتمنى أن تكون العلاقة بين الأهلين جيدة، لكنها شرعًا غير ملزمة ببرهم، وهي تذهب معك كل أسبوع إلى بيت أهلك، وأتصور أن بعض هذه المشاكل قد تعالج بالتغافل وعدم التركيز على الأخطاء، مع الإحسان إلى أهلها.

2- سب الزوجة لك لا يجوز ولا ينبغي أن يمر دون تنبيه حاسم منك على عدم تكرار ذلك منها، واستخدم أساليب القرآن في الوعظ والهجر والصبر عليها.

3- تعرف الأسباب التي تحول بين زوجتك وأهلك، هل هي أسباب نفسية من الزوجة تجاه أي أحد، أم هناك أسباب حقيقية حدثت بينهم؟ إن كانت الأولى، فاصبر وتودد لها وعالجها بالإقناع، واعلم أن المرأة إذا أحبت وأمنت ضحت، وإن كانت هناك أسباب حقيقية، فاجتهد في إزالتها أو التخفيف منها.

4- التواصل مع أهل الزوجة جيد، وكسر العزلة بالذهاب إليهم كثيرًا معك أو بدونك أمر جيد إذا كان أهلها أهل عقل ودين وحكمة.

5- الزواج الثاني لا يحتاج إلى مبررات حتى تأخذ الموافقة الشرعية عليه، هو حق لك وإن كانت الزوجة الأولى محسنة، المهم أن تكون قادرًا من الناحية المادية والجسدية، بل أحيانًا ما يكون التعدد واجبًا إذا كانت الزوجة لا تفي بحقوق زوجها، مما يعرضه للفتن، وعنده القدرة المالية فنقول له: يجب عليك الزواج عندها.

6- ليست هناك امرأة تكون راضية عن التعدد، لذا عليك فهم ذلك والاستعداد له، والموازنة العاقلة منهج الرجل الحكيم.

7- اجتهد في الإصلاح ما استطعت، فإن عجزت ووجدت الحل الوحيد في التعدد، فاستشر أهلك وبعض أهل الحكمة والدين ممن يعرفونك ويعرفون أهل زوجتك، خذ برأيهم وانظر كيف رأيهم، ثم استخر، وما يقدره الله بعد ذلك هو الخير -إن شاء الله-.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً