السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في العشرين من عمري، جامعية الدراسة، أحاول دائماً ملء أوقاتي بأمور مفيدة، وأحياناً أشعر أنني أملك كامل الثقة والسيطرة والتحكم، ومؤخراً غالباً ما أشعر بأن نفسي ضعيفة ولا أعرف التصرف، والقول الأمثل.
من المشاكل التي تواجهني مؤخراً هي أنني ألاحظ عدم انسجامي مع نفسي ومع أصدقائي وحتى مع أهلي.
مع نفسي لا أكون راضية عنها دائماً كما ذكرت، ومع أصدقائي مرت بعض المواقف بيني وبينهم خلال العام الدراسي، ومشكلتي أنني أخلص كثيراً في صداقاتي وأضع لها القيمة الكبيرة والتأثير الكبير على نفسي لأدنى اضطراب فيها، فما بالك إذا كان كبيراً، أفكر دائماً وطويلاً في كل شيء صغيراً أو كبيراً، وأشعر أنني أقيد كثيراً وأدقق على كل تصرف وأحزن وأضطرب لذلك، وبعد أن أدرك أنني غير محقة في هذا التفكير ألوم نفسي مجدداً، وأعود لحالة الحزن والكآبة الناتجة عن هذا، لا أدري ما هو الصحيح وما هو الخطأ، أريد أن يرشدني أحد إلى التصرف السليم والمريح لنفسي، والذي يقيني خسارة نفسي وثقتي بها، أريد ذكر مثال يوضح أكثر: إن لم تتصل صديقتي وتسأل عني وتظهر اهتماماً بي أتضايق جداً؛ لأنني أنا دائماً من يسأل ويطمئن، لكنني مؤخراً بدأت أتجاوز هذه الحالة بأن لا آبه بأحد، ولا أتنازل وأساير، مما يشعرني أنني سأفقد كل من حولي، مع أنه هناك من يسأل عني دائماً، وكما أريد، لكنني أخشى عدم دوام هذا أيضاً، كما أفقد الثقة بكل من حولي.
أحتاج أن أتكلم مع أحد ينصحني ويكلمني عن سيئاتي وحسناتي، علي أستطيع تغيير شيء، لكنني لا أجد هذا الشخص.
هذا الموضوع يشغل تفكيري، أخاف أن أكون أنا من يضخم الأمور ويتوهم مشكلة لا وجود لها، ربما يكون هذا من الفراغ، لكنني أشغل وقتي دائماً.
أحياناً أخرى أتذكر أشياء قديمة، وأجدها لم تكن جيدة، أندم عليها وأرمي بأسبابها على من حولي: أهلي، أصدقائي، وأولاً نفسي، أشياء من الطفولة، وحتى الشباب، وأعتقد أن أهلي يتضايقون من هذا الحديث الممل، أعرف أنني أطلت الكلام، لكني أريد أن أعرف نفسي أكثر وأجعلها أفضل وأفضل وأتدارك سلبياتها قبل أن تتفاقم، فأنا أخاف على نفسي وعلى من حولي، فما الحل أفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً.