[ ] وأما قلب المتن فحقيقته أن يعطى أحد الشيئين ما اشتهر للآخر ، ونحوه قول قلب المتن وأمثلته ابن الجزري : هو الذي يكون على وجه فينقلب بعض لفظه على الراوي ، فيتغير معناه وربما انعكس ، وجعله نوعا مستقلا سماه المنقلب ، فاجتمع بما ذكرناه أربعة أنواع هي في الحقيقة أقسام .
وأمثلته في المتن قليلة ; كحديث : ; فإنه جاء مقلوبا بلفظ : حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه . حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله
وما اعتنى بجمعها ، بل ولا بالإشارة إليها إلا أفراد منهم من المتأخرين [ ص: 346 ] الجلال بن البلقيني في جزء مفرد ، ونظمها في أبيات ، ومما ذكره تبعا لمحاسن والده - رحمهما الله - حديث عائشة مرفوعا : فهو مقلوب ; إذ الصحيح في لفظه عن إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال عائشة : الحديث . إن بلالا يؤذن بليل
وكذا جاء عن ، ولم يرتض ابن عمر البلقيني جمع بينهما ، بتجويز أن يكون - صلى الله عليه وسلم - كان جعل أذان الليل نوبا بينهما ، فجاء الخبران على حسب الحالين ، وإن تابعه ابن خزيمة عليه ، بل بالغ فجزم به . ابن حبان
وقال البلقيني : إنه بعيد ، ولو فتحنا باب التأويل ، لاندفع كثير من علل المحدثين .
وأما شيخنا فمال إلى ضعف رواية القلب . وقال : المحفوظ حديث ابن عبد البر ، وهو الصواب . ابن عمر
ومن أمثلته ما رواه من طريق البخاري ، عن عبيد الله بن عمر ، عن [ محمد بن يحيى بن حبان واسع بن حبان ] ، عن قال : ( ابن عمر حفصة ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته مستدبر القبلة ، مستقبل الشام ) . ارتقيت فوق بيت
فرواه كما في نسخة صحيحة معتمدة قديمة جدا من طريق ابن حبان وهيب عن وغيره ، عن عبيد الله بن عمر بلفظ : ( مستقبل القبلة ، مستدبر [ ص: 347 ] محمد بن يحيى الشام ) ; رواه عن عن الحسن بن سفيان إبراهيم بن الحجاج ، عن وهيب ، وهو مقلوب .
قد رواه الإسماعيلي في مستخرجه عن أبي يعلى ، عن إبراهيم ، فقال : ( مستدبر القبلة مستقبل الشام ) كالجادة ، فانحصر في أو الحسن بن سفيان . ابن حبان