وينقسم إلى ثمانية أقسام :
الأول : أن تتفق نحو أسماؤهم وأسماء آبائهم خاصة اثنان في الصحابة ; أشهرهما القرشي المخزومي الملقب خالد بن الوليد سيف الله ، والآخر أنصاري شهد صفين مع علي وأبلى فيها بلاء شديدا ، وكذا فيمن اسمه من أدرك الجاهلية وذكر لذلك في الصحابة ، ولكن الصحيح أنه تابعي وآخر متأخر عنهم ، ولكن خالد بن الوليد الوليد جده إلا أنه وقع في بعض الروايات منسوبا إليه ، وليست هذه الترجمة بكمالها عند الخطيب .
اثنان : إمام المذهب ، وآخر كوفي مقل قريب الطبقة منه ، لا يؤمن التباسه به على من لا خبرة له بالرجال ، ومن العجيب أن الإمام سمع منه شيخه ومالك بن أنس حديث الفريعة ، ورواه عنه قائلا : حدثني فتى يقال له : الزهري . فقال بعض المتأخرين : إنه من رأى مالك بن أنس ، وهو غير متبحر في هذا الشأن ، جزم بأنه الإمام ، وليس كذلك . مالك بن أنس
و ( نحو ابن أحمد الخليل سته ) حسبما ذكرهم ، اقتصر منهم ابن الصلاح الخطيب على الأولين ، فالأول اسم جده عمرو بن تميم أبو عبد الرحمن الأزدي [ ص: 268 ] الفراهيدي البصري النحوي صاحب العروض وأول من استخرجه ، وكتاب العين في اللغة وشيخ ، كان مولده في سنة مائة ، يروي عن سيبويه وآخرين ، ذكره عاصم الأحول في الثقات ، ومات سنة ستين أو بضع وستين أو سبعين أو خمس وسبعين ومائة ، وكان أبوه أول من تسمى في الإسلام ابن حبان أحمد فيما قاله أبو بكر بن أبي خيثمة ، وعزاه شيخنا كما سيأتي قريبا ; لاتفاق المحدثين ، وتعقبه والمبرد بأحمد بن حفص بن المغيرة المخزومي زوج فاطمة ابنة قيس ، والمكنى بأبي عمرو ، فقد سماه كذلك عن النسائي إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنه سأل أبا هشام المخزومي وكان علامة بأنسابهم عنه ، وتبعه الذهبي ، إلا أنه بكنيته أشهر ، بحيث ذكره فيمن لا يعرف اسمه ، البخاري وبأحمد بن جرير بن شهاب الأوسي ، سمع منه حديثا في السجود . الحسن البصري وبأحمد أبي محمد الذي كان يزعم أن الوتر واجب فيما حكاه ، ولكن المشهور أنه ابن حبان مسعود بن زيد بن سبيع ، لا أحمد ، وبأحمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي ، ذكره فيمن ولدته الواقدي أسماء كما حكاه لجعفر بن أبي طالب الهاشمي ، ، واستدركه أبو القاسم بن منده ابن فتحون ، وقال الذهبي : إن تفرد به ، وفيه أن الواقدي أسماء ولدته بالحبشة ، وبأحمد والد أبي السفر سعيد فيما سماه [ ص: 269 ] لكن الأكثر فيه يحمد بالمثناة التحتانية بدل الهمزة . ابن معين ،
والثاني : بصري اسم جده بشر بن المستنير أبو بشر المزني ويقال : السلمي . روى عنه محمد بن يحيى بن أبي سمينة ، وعبد الله بن محمد المسندي ، ، ذكره والعباس بن عبد العظيم العنبري أيضا في الثقات ، وممن فرق بينهما غيره ابن حبان في الكنى النسائي وابن أبي حاتم والخطيب ، وهو الظاهر ، كما قاله المؤلف ، وقال شيخنا : إنه الصواب . قال - وقول الخطيب - : إن المسندي ما أدرك الأول . وهو ظاهر بالنسبة إلى ما أرخ به وفاة الأول ; لأن مقتضاه أن يكون أقدم شيخ للمسندي ، وهو ، مات بعد فضيل بن عياض الخليل بمدة طويلة تزيد على عشرة سنين ، لكن أعلم بشيخه المسندي من غيره ، وقد أثبته في الرواة عن الأول ، هذا مع أن شيخنا جنح إلى الافتراق ; لكون اشتراكه في الرواية عنهما لا يمنعه ، ويتأيد بافتراقهما في اسم الجد . البخاري
والثالث : بصري أيضا يروي عن عكرمة ، ذكره أبو الفضل الهروي الحافظ في كتابه ( مشتبه أسماء المحدثين ) فيما حكاه في تلقيحه عن خط شيخه ابن الجوزي عنه ، قال المصنف : وأخشى أن يكون الأول ; فإنه روى عن غير واحد من التابعين . بل قال شيخنا : أخلق به أن يكون غلطا ; فإن أقدم من يقال له : عبد الوهاب الأنماطي . الأول ، ولم يذكر أحد في ترجمته أنه لقي الخليل بن أحمد عكرمة ، بل ذكروا أنه لقي أصحاب عكرمة ; ، فلعل الراوي عنه أسقط الواسطة بينه وبين كأيوب السختياني عكرمة ، فظنه أبو الفضل آخر غير الأول ، وليس كما ظن ; لأن أصحاب الحديث اتفقوا على أنه لم يوجد أحد تسم أحمد من بعد قرن النبي صلى الله عليه وسلم إلا والد [ ص: 270 ] الأول ، يعني كما تقدم مع ما فيه .
والرابع : اسم جده محمد بن الخليل أبو سعيد السجزي الفقيه الحنفي قاضي سمرقند حدث عن ابن خزيمة وابن صاعد والبغوي وغيرهم ، سمع منه الحاكم ، وذكره في ( تاريخ نيسابور ) ، مات بسمرقند سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة .
والخامس : اسم جده أيضا محمد بن أحمد ، ويكنى أيضا أبا سعيد ، البستي المهلبي الشافعي القاضي ، ذكر أنه سمع من الذي قبله ومن ابن الصلاح أحمد بن المظفر البكري وغيرهما ، حدث عنه البيهقي .
والسادس : اسم جده عبد الله بن أحمد ، ويكنى أيضا أبا سعيد ، وهو أيضا بستي فقيه شافعي ، فاشترك مع الذي قبله في أشياء ; ولذا جوز المصنف أن يكون هو إياه ، ولكن قد فرق بينهما ، وقد ذكره ابن الصلاح الحميدي في تاريخ الأندلس المسمى بالجذوة ، في الصلة ، وقال : إنه قدم وابن بشكوال الأندلس من العراق في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، وروى عن أبي محمد بن النحاس بمصر وأبي سعيد الماليني وغيرهم ، وحكى عن وأبي حامد الإسفرائيني أبي محمد بن خزرج أن مولده سنة ستين وثلاثمائة ، وروى عنه أبو العباس أحمد بن عمر العذري ، وكان أديبا نبيلا ثبتا صدوقا متصرفا في علوم .
هكذا اقتصر على ستة ، ولكن الراوي عن ابن الصلاح عكرمة السابق ، التردد فيه لم يقع عنده ، وإنما عنده بدله آخر ، أصبهاني روى عن وهو وهم [ ص: 271 ] تبع فيه روح بن عبادة ، ، وهو تبع ابن الجوزي أبا الفضل الهروي ، والصواب في اسم أبيه محمد ، لا أحمد ، فكذلك هو في تاريخي أصبهان لأبي الشيخ وأبي نعيم ، وهو أبو العباس العجلي ، وروى في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيحه عن ابن حبان بواسط عن الخليل بن أحمد جابر بن الكردي حديثا ، قال المصنف : والظاهر أنه ابن محمد أيضا ، فإنه سمع منه بواسط أحاديث أوردها مفرقة في كتابه على الصواب ، فلا يغتر بما وقع له في هذا الموضع .
وزاد المصنف سابعا ، هو بغدادي روى عن سيار بن حاتم ، ذكره ابن النجار في الذيل . وثامنا : وهو أبو القاسم المصري الشاعر روى عنه الحافظ ، وذكره في ذيله لتاريخ أبو القاسم ابن الطحان مصر ، وقال : مات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة .
وتاسعا : اسم جده علي ويكنى أبا طاهر الجوسقي الصرصري الخطيب بها ، سمع من أبيه وابن البطي وشهدة وغيرهم ، روى عنه ابن النجار وابن الدبيثي ، وذكراه في ذيلهما ، ومات في سنة أربع وثلاثين وستمائة .
ووجدت من نمط من ذكرهم المؤلف جماعة منهم واحد اسم جده روزبة حنفي تفقه بأبي عبد الله الدامغاني ، وسمع بأصبهان من أبي القاسم المظفر بن أحمد الخوارزمي ، روى عنه ، وآخر شيباني أنشد السلفي الباخرزي في دمية القصر لولده الموفق قصيدة مدح بها نظام الملك ، ويحرر كونه غير المتقدمين ، وآخر سكوني لبلي مغربي مات سنة خمسين وخمسمائة ، وآخر اسم جده خليل [ ص: 272 ] بن بادر بن عمر ويكنى أبا الصفا من شيوخ الدمياطي ، مات سنة خمس وخمسين وستمائة ، في آخرين ممن عاصرناهم ; كابن الغرز الشاعر المسمى جده خليلا أيضا ، وابن جمعة الحسيني العدل ، وابن عيسى القيمري وقد كتب الكمال بن البارزي على ديوان صاحب حصن كيفا العادل خليل بن الأشرف أحمد بن العادل سليمان الأيوبي :
أبحر الشعر إن غدت منك في قبضة اليد غير بدع فإنها للخليل بن أحمد . وبالجملة فتتبع المتباعدين في الطبقة ليس فيه كبير طائل ، وقد قال شيخنا في ( مختصر التهذيب ) : وأما من يقال له : غير الخليل بن أحمد العروضي والمزني ومن قرب من عصرهما ، لو صح فجماعة تزيد عدتهم على العشرة ، قد ذكرتهم فيما كتبته على ( علوم الحديث ) ، سبقني في النكت إلى نحو النصف . انتهى . وما وقفت من النكت المشار إليها إلا إلى المقلوب خاصة . لابن الصلاح
ومن أمثلته أيوب بن سليمان ستة عشر ، وإبراهيم بن يزيد ثلاثة عشر ، وإبراهيم بن موسى اثنا عشر ، تسعة ، وعلي بن أبي طالب وإبراهيم بن مسلم ثمانية ، [ ص: 273 ] سبعة ، وعمر بن خطاب ستة ، وأنس بن مالك خمسة ، وأبان بن عثمان ويحيى بن يحيى أربعة ، ثلاثة ، وإبراهيم بن بشار اثنان . وعثمان بن عفان