إِذَا مِتُّ كَانَ النَّاسُ نِصْفَيْنِ شَامِتٌ بِمَوْتِي وَمُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَفْعَلُ
وَمُرَادُهُ أَنَّهُمْ يَنْقَسِمُونَ قِسْمَيْنِ . [ ص: 10 ] قُلْتُ : وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَرْفُوعُ فِي الْفَرَائِضِ " أَنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ " خَرَّجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ ، فَإِنَّ أَحْكَامَ الْمُكَلَّفِينَ نَوْعَانِ : نَوْعٌ يَتَعَلَّقُ بِالْحَيَاةِ ، وَنَوْعٌ يَتَعَلَّقُ بِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَهَذَا هُوَ الْفَرَائِضُ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : الْفَرَائِضُ ثُلُثُ الْعِلْمِ . وَوَجْهُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَرْفُوعًا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950804الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ " . وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ نِصْفُ الْوُضُوءِ ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ أَنَّ الْوُضُوءَ قِسْمَانِ : أَحَدُهُمَا مَذْكُورٌ فِي الْقُرْآنِ ، وَالثَّانِي مَأْخُوذٌ مِنَ السُّنَّةِ ، وَهُوَ الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ ، أَوْ أَرَادَ أَنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ يُطَهِّرَانِ بَاطِنَ الْجَسَدِ ، وَغَسْلَ سَائِرِ الْأَعْضَاءِ يُطَهِّرُ ظَاهِرَهُ ، فَهُمَا نِصْفَانِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ . وَجَاءَ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ [ ص: 11 ] الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : " الْإِيمَانُ نِصْفَانِ : نِصْفٌ فِي الصَّبْرِ ، وَنِصْفٌ فِي الشُّكْرِ " فَلَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ يَشْمَلُ فِعْلَ الْوَاجِبَاتِ ، وَتَرْكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَلَا يُنَالُ ذَلِكَ كُلُّهُ إِلَّا بِالصَّبْرِ ، كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=19572الصَّبْرُ نِصْفَ الْإِيمَانِ ، فَهَكَذَا يُقَالُ فِي الْوُضُوءِ : إِنَّهُ نِصْفُ الصَّلَاةِ . وَأَيْضًا nindex.php?page=treesubj&link=24589_30524فَالصَّلَاةُ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا بِشَرْطِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَإِحْسَانِهِ ، فَصَارَ شَطْرَ الصَّلَاةِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ أَيْضًا ، كَمَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950806مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِي كُتِبَ عَلَيْهِ ، فَيُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُنَّ . وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950807مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ ، فَالصَّلَوَاتُ الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ [ ص: 12 ] وَأَيْضًا ، فَالصَّلَاةُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ، وَالْوُضُوءُ مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ ، كَمَا خَرَّجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ، وَكُلٌّ مِنَ nindex.php?page=treesubj&link=24589_24774الصَّلَاةِ وَالْوُضُوءِ مُوجِبٌ لِفَتْحِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ كَمَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=27عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950808مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ ، فَيُحْسِنُ وَضَوْءَهُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَعَنْ عُقْبَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950809مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيَبْلُغُ أَوْ يُسْبِغُ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ . وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ عُبَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950810مَنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ . فَإِذَا كَانَ الْوُضُوءُ مَعَ الشَّهَادَتَيْنِ مُوجِبًا لِفَتْحِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، صَارَ الْوُضُوءُ نِصْفَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ . [ ص: 13 ] وَأَيْضًا ، nindex.php?page=treesubj&link=24774فَالْوُضُوءُ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ الْخَفِيَّةِ الَّتِي لَا يُحَافِظُ عَلَيْهَا إِلَّا مُؤْمِنٌ ، كَمَا فِي حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=99ثَوْبَانَ وَغَيْرِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950681لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ . وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ قَدْ وَرَدَ أَنَّهُ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، كَمَا خَرَّجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=14798الْعُقَيْلِيُّ مِنْ حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950811خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ ، nindex.php?page=treesubj&link=2649وَأَعْطَى الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا - قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : - وَايْمُ اللَّهِ ، لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَصَامَ رَمَضَانَ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ قَالُوا : يَا nindex.php?page=showalam&ids=4أَبَا الدَّرْدَاءِ ، وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؟ قَالَ : الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْتَمِنِ ابْنَ آدَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ غَيْرَهَا . وَخَرَّجَ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950812nindex.php?page=treesubj&link=24589_26391_30524الصَّلَوَاتُ [ ص: 14 ] الْخَمْسُ ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ . قِيلَ : وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؟ قَالَ : الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ، فَإِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً وَحَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ الَّذِي قَبْلَهُ جُعِلَ فِيهِ الْوُضُوءُ مِنْ أَجْزَاءِ الصَّلَاةِ . وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ خَرَّجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=16087شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ : حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=15292مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا : " الصَّلَاةُ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ : الطُّهُورُ ثُلُثٌ : وَالرُّكُوعُ ثُلُثٌ ، وَالسُّجُودُ ثُلُثٌ ، فَمَنْ أَدَّاهَا بِحَقِّهَا ، قُبِلَتْ مِنْهُ ، وَقُبِلَ مِنْهُ سَائِرُ عَمَلِهِ ، وَمَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ ، رُدَّ عَلَيْهِ سَائِرُ عَمَلِهِ " وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ الْمُغِيرَةُ ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ كَعْبٍ مِنْ قَوْلِهِ . فَعَلَى هَذَا التَّقْسِيمِ الْوُضُوءُ ثُلُثُ الصَّلَاةِ ، إِلَّا أَنْ يُجْعَلَ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ ، لِتَقَارُبِهِمَا فِي الصُّورَةِ ، فَيَكُونُ الْوُضُوءُ نِصْفَ الصَّلَاةِ أَيْضًا . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : خِصَالُ الْإِيمَانِ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ كُلُّهَا تُطَهِّرُ الْقَلْبَ وَتُزَكِّيهِ ، وَأَمَّا الطَّهَارَةُ بِالْمَاءِ ، فَهِيَ تَخْتَصُّ بِتَطْهِيرِ الْجَسَدِ وَتَنْظِيفِهِ ، فَصَارَتْ خِصَالُ الْإِيمَانِ قِسْمَيْنِ : أَحَدُهُمَا يُطَهِّرُ الظَّاهِرَ ، وَالْآخَرُ يُطَهِّرُ الْبَاطِنَ ، فَهُمَا نِصْفَانِ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ وَمُرَادِ رَسُولِهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ .صَلَاتُكِ نُورٌ وَالْعِبَادُ رُقُودُ وَنَوْمُكِ ضِدٌّ لِلصَّلَاةِ عَنِيدُ
وَهِيَ فِي الْآخِرَةِ نُورٌ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي ظُلُمَاتِ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى الصِّرَاطِ ، فَإِنَّ الْأَنْوَارَ تُقَسَّمُ لَهُمْ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ . وَفِي " الْمُسْنَدِ " وَ " صَحِيحِ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنِ حِبَّانَ " عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ ، فَقَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950839مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا نَجَاةٌ وَلَا بُرْهَانٌ . وَخَرَّجَ nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ نَظَرٌ مِنْ حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=950840مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي جَمَاعَةٍ ، جَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مِنَ السَّابِقِينَ ، وَجَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ " . وَأَمَّا الصَّدَقَةُ ، فَهِيَ بُرْهَانٌ ، وَالْبُرْهَانُ : هُوَ الشُّعَاعُ الَّذِي يَلِي وَجْهَ الشَّمْسِ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى أَنَّ رُوحَ الْمُؤْمِنِ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ لَهَا بُرْهَانٌ كَبُرْهَانِ الشَّمْسِ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْحُجَّةُ الْقَاطِعَةُ بُرْهَانًا ، لِوُضُوحِ دِلَالَاتِهَا عَلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ ، فَكَذَلِكَ nindex.php?page=treesubj&link=23468الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ عَلَى صِحَّةِ الْإِيمَانِ ، وَطِيبُ النَّفْسِ بِهَا عَلَامَةٌ عَلَى وُجُودِ حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ وَطَعْمِهِ ، كَمَا فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950841ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ : مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ فِي كُلِّ عَامٍ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ . [ ص: 24 ] وَقَدْ ذَكَرْنَا قَرِيبًا حَدِيثَ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ فِيمَنْ nindex.php?page=treesubj&link=2649أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ ، قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : لَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ . وَسَبَبُ هَذَا أَنَّ الْمَالَ تُحِبُّهُ النُّفُوسُ وَتَبْخَلُ بِهِ ، فَإِذَا سَمَحَتْ بِإِخْرَاجِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ إِيمَانِهَا بِاللَّهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ ، وَلِهَذَا مَنَعَتِ الْعَرَبُ الزَّكَاةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَاتَلَهُمُ nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مَنْعِهَا ، nindex.php?page=treesubj&link=24589وَالصَّلَاةُ أَيْضًا بُرْهَانٌ عَلَى صِحَّةِ الْإِسْلَامِ . وَقَدْ خَرَّجَ nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=167كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950842الصَّلَاةُ بُرْهَانٌ . وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي شَرْحِ حَدِيثِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950843أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=24589_844الصَّلَاةَ هِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِسْلَامِ ، وَهِيَ أَيْضًا nindex.php?page=treesubj&link=24589_844_28767أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْمَرْءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِنْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَقَدْ سَبَقَ حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِيمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا أَنَّهَا تَكُونُ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَأَمَّا الصَّبْرُ فَإِنَّهُ ضِيَاءٌ ، وَالضِّيَاءُ : هُوَ النُّورُ الَّذِي يَحْصُلُ فِيهِ نَوْعُ حَرَارَةٍ وَإِحْرَاقٍ كَضِيَاءِ الشَّمْسِ بِخِلَافِ الْقَمَرِ ، فَإِنَّهُ نُورٌ مَحْضٌ ، فِيهِ إِشْرَاقٌ بِغَيْرِ إِحْرَاقٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا [ يُونُسَ : 5 ] وَمِنْ هُنَا وَصَفَ اللَّهُ شَرِيعَةَ مُوسَى بِأَنَّهَا ضِيَاءٌ ، كَمَا قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ [ الْأَنْبِيَاءِ : 48 ] [ ص: 25 ] وَإِنْ كَانَ قَدْ ذَكَرَ أَنَّ فِي التَّوْرَاةِ نُورًا كَمَا قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ [ الْمَائِدَةِ : 44 ] ، وَلَكِنَّ الْغَالِبَ عَلَى شَرِيعَتِهِمِ الضِّيَاءُ لِمَا فِيهَا مِنَ الْآصَارِ وَالْأَغْلَالِ وَالْأَثْقَالِ . وَوَصَفَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهَا نُورٌ لِمَا فِيهَا مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [ الْمَائِدَةِ : 15 ] وَقَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ الْأَعْرَافِ : 157 ] . وَلَمَّا كَانَ الصَّبْرُ شَاقًّا عَلَى النُّفُوسِ ، يَحْتَاجُ إِلَى مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ وَحَبْسِهَا وَكَفِّهَا عَمَّا تَهْوَاهُ ، كَانَ ضِيَاءً ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=19571مَعْنَى الصَّبْرِ فِي اللُّغَةِ الْحَبْسُ ، وَمِنْهُ قَتْلُ الصَّبْرِ : وَهُوَ أَنْ يُحْبَسَ الرَّجُلُ حَتَّى يُقْتَلَ . وَالصَّبْرُ الْمَحْمُودُ أَنْوَاعٌ : مِنْهُ nindex.php?page=treesubj&link=19590_19601صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمِنْهُ nindex.php?page=treesubj&link=19602صَبْرٌ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمِنْهُ nindex.php?page=treesubj&link=19585صَبْرٌ عَلَى أَقْدَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، nindex.php?page=treesubj&link=19590_19601_19602_19585وَالصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَاتِ وَعَنِ الْمُحَرَّمَاتِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْأَقْدَارِ الْمُؤْلِمَةِ ، صَرَّحَ بِذَلِكَ السَّلَفُ ، مِنْهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17188وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُمَا . وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا " إِنَّ الصَّبْرَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ يُكْتَبُ بِهِ لِلْعَبْدِ ثَلَاثُمِائَةِ دَرَجَةٍ ، وَإِنَّ الصَّبْرَ عَلَى الطَّاعَةِ تُكْتَبُ بِهِ سِتُّمِائَةِ دَرَجَةٍ ، وَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=19602الصَّبْرَ عَنِ الْمَعَاصِي يُكْتَبُ لَهُ بِهِ تِسْعُمِائَةِ دَرَجَةٍ " ، وَقَدْ خَرَّجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ . [ ص: 26 ] وَمِنْ nindex.php?page=treesubj&link=19572_2333أَفْضَلِ أَنْوَاعِ الصَّبْرِ : الصِّيَامُ ، فَإِنَّهُ يَجْمَعُ الصَّبْرَ عَلَى الْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ ، لِأَنَّهُ صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصَبْرٌ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ ، لِأَنَّ الْعَبْدَ يَتْرُكُ شَهَوَاتِهِ لِلَّهِ وَنَفْسُهُ قَدْ تُنَازِعُهُ إِلَيْهَا ، وَلِهَذَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950845إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : nindex.php?page=treesubj&link=2333كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، إِنَّهُ تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي ، وَفِيهِ أَيْضًا صَبْرٌ عَلَى الْأَقْدَارِ الْمُؤْلِمَةِ بِمَا قَدْ يَحْصُلُ لِلصَّائِمِ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي شَهْرَ الصِّيَامِ شَهْرَ الصَّبْرِ . وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الرَّجُلِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=950846عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=2333الصَّوْمَ نِصْفُ الصَّبْرِ ، وَرُبَّمَا عُسْرُ الْوُقُوفُ عَلَى سِرِّ كَوْنِهِ نِصْفَ الصَّبْرِ أَكْثَرُ مِنْ عُسْرِ الْوُقُوفِ عَلَى سِرِّ كَوْنِ الطُّهُورِ شَطْرَ الْإِيمَانِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=950847وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ حُجَّةٌ عَلَيْكَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=82وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا [ الْإِسْرَاءِ : 82 ] . قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : مَا جَالَسَ أَحَدٌ الْقُرْآنَ ، فَقَامَ عَنْهُ سَالِمًا ؛ بَلْ إِمَّا أَنْ يَرْبَحَ أَوْ أَنْ يَخْسَرَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ . وَرُوِيَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16709عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلًا ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ حَمَلَهُ ، فَخَالَفَ أَمْرَهُ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ خَصْمًا ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرُّ حَامِلٍ تَعَدَّى حُدُودِي ، وَضَيَّعَ فَرَائِضِي ، وَرَكِبَ مَعْصِيَتِي ، وَتَرَكَ طَاعَتِي ، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ : شَأْنَكَ بِهِ ، فَيَأْخُذُهُ بِيَدِهِ ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى مَنْخَرِهِ فِي النَّارِ ، وَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ كَانَ قَدْ حَمَلَهُ وَحَفِظَ أَمْرَهُ ، فَيَمْتَثِلُ خَصْمًا دُونَهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ ، فَخَيْرُ حَامِلٍ : حِفِظَ حُدُودِي ، وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي ، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي ، وَاتَّبَعَ طَاعَتِي ، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ : شَأْنَكَ بِهِ ، فَيَأْخُذُهُ بِيَدِهِ ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يُلْبِسَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ ، وَيَسْقِيَهُ كَأْسَ الْخَمْرِ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ ، فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ ، قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمِنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، قَادَهُ إِلَى النَّارِ . وَعَنْهُ قَالَ : يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَشْفَعُ لِصَاحِبِهِ ، فَيَكُونُ قَائِدًا إِلَى الْجَنَّةِ ، أَوْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ ، فَيَكُونُ سَائِقًا إِلَى النَّارِ . [ ص: 28 ] وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا ، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا ، فَاتَّبَعُوا الْقُرْآنَ ، وَلَا يَتْبَعُكُمُ الْقُرْآنُ ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنُ زَجَّ فِي قَفَاهُ ، فَقَذَفَهُ فِي النَّارِ .أُثَامِنُ بِالنَّفْسِ النَّفِيسَةِ رَبَّهَا وَلَيْسَ لَهَا فِي الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ثَمَنُ بِهَا تُمْلَكُ الْأُخْرَى فَإِنْ أَنَا بِعْتُهَا
بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا ، فَذَاكَ هُوَ الْغَبَنُ لَئِنْ ذَهَبَتْ نَفْسِي بِدُنْيَا أُصِيبُهَا
لَقَدْ ذَهَبَتْ نَفْسِي وَقَدْ ذَهَبَ الثَّمَنُ
إذا مت كان الناس نصفين شامت بموتي ومثن بالذي كنت أفعل
ومراده أنهم ينقسمون قسمين . [ ص: 10 ] قلت : ومن هذا المعنى حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المرفوع في الفرائض " أنها نصف العلم " خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، فإن أحكام المكلفين نوعان : نوع يتعلق بالحياة ، ونوع يتعلق بما بعد الموت ، وهذا هو الفرائض . وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الفرائض ثلث العلم . ووجه ذلك الحديث الذي خرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950804العلم ثلاثة ، وما سوى ذلك فهو فضل : آية محكمة ، أو سنة قائمة ، أو فريضة عادلة " . وروي عن مجاهد أنه قال : المضمضة والاستنشاق نصف الوضوء ، ولعله أراد أن الوضوء قسمان : أحدهما مذكور في القرآن ، والثاني مأخوذ من السنة ، وهو المضمضة والاستنشاق ، أو أراد أن المضمضة والاستنشاق يطهران باطن الجسد ، وغسل سائر الأعضاء يطهر ظاهره ، فهما نصفان بهذا الاعتبار ، ومنه قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله . وجاء من رواية يزيد [ ص: 11 ] الرقاشي عن أنس مرفوعا : " الإيمان نصفان : نصف في الصبر ، ونصف في الشكر " فلما كان الإيمان يشمل فعل الواجبات ، وترك المحرمات ، ولا ينال ذلك كله إلا بالصبر ، كان nindex.php?page=treesubj&link=19572الصبر نصف الإيمان ، فهكذا يقال في الوضوء : إنه نصف الصلاة . وأيضا nindex.php?page=treesubj&link=24589_30524فالصلاة تكفر الذنوب والخطايا بشرط إسباغ الوضوء وإحسانه ، فصار شطر الصلاة بهذا الاعتبار أيضا ، كما في " صحيح مسلم " عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950806ما من مؤمن مسلم يتطهر فيتم الطهور الذي كتب عليه ، فيصلي هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارة لما بينهن . وفي رواية له : nindex.php?page=hadith&LINKID=950807من أتم الوضوء كما أمره الله ، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن [ ص: 12 ] وأيضا ، فالصلاة مفتاح الجنة ، والوضوء مفتاح الصلاة ، كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث جابر مرفوعا ، وكل من nindex.php?page=treesubj&link=24589_24774الصلاة والوضوء موجب لفتح أبواب الجنة كما في " صحيح مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=950808ما من مسلم يتوضأ ، فيحسن وضوءه ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، يقبل عليهما بقلبه ووجهه ، إلا وجبت له الجنة وعن عقبة ، عن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950809ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء . وفي " الصحيحين " عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950810من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء . فإذا كان الوضوء مع الشهادتين موجبا لفتح أبواب الجنة ، صار الوضوء نصف الإيمان بالله ورسوله بهذا الاعتبار . [ ص: 13 ] وأيضا ، nindex.php?page=treesubj&link=24774فالوضوء من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا مؤمن ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950681لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن . والغسل من الجنابة قد ورد أنه أداء الأمانة ، كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950811خمس من جاء بهن مع إيمان ، دخل الجنة : من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن ، nindex.php?page=treesubj&link=2649وأعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها - قال : وكان يقول : - وايم الله ، لا يفعل ذلك إلا مؤمن ، وصام رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ، وأدى الأمانة قالوا : يا nindex.php?page=showalam&ids=4أبا الدرداء ، وما أداء الأمانة ؟ قال : الغسل من الجنابة ، فإن الله لم يأتمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950812nindex.php?page=treesubj&link=24589_26391_30524الصلوات [ ص: 14 ] الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، وأداء الأمانة كفارة لما بينهن . قيل : وما أداء الأمانة ؟ قال : الغسل من الجنابة ، فإن تحت كل شعرة جنابة وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء الذي قبله جعل فيه الوضوء من أجزاء الصلاة . وجاء في حديث خرجه البزار من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة بن سوار : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15292مغيرة بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : " الصلاة ثلاثة أثلاث : الطهور ثلث : والركوع ثلث ، والسجود ثلث ، فمن أداها بحقها ، قبلت منه ، وقبل منه سائر عمله ، ومن ردت عليه صلاته ، رد عليه سائر عمله " وقال : تفرد به المغيرة ، والمحفوظ عن أبي صالح ، عن كعب من قوله . فعلى هذا التقسيم الوضوء ثلث الصلاة ، إلا أن يجعل الركوع والسجود كالشيء الواحد ، لتقاربهما في الصورة ، فيكون الوضوء نصف الصلاة أيضا . ويحتمل أن يقال : خصال الإيمان من الأعمال والأقوال كلها تطهر القلب وتزكيه ، وأما الطهارة بالماء ، فهي تختص بتطهير الجسد وتنظيفه ، فصارت خصال الإيمان قسمين : أحدهما يطهر الظاهر ، والآخر يطهر الباطن ، فهما نصفان بهذا الاعتبار ، والله أعلم بمراده ومراد رسوله في ذلك كله .صلاتك نور والعباد رقود ونومك ضد للصلاة عنيد
وهي في الآخرة نور للمؤمنين في ظلمات القيامة ، وعلى الصراط ، فإن الأنوار تقسم لهم على حسب أعمالهم . وفي " المسند " و " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " عن عبد الله بن عمر وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950839من حافظ عليها ، كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها ، لم يكن له نور ولا نجاة ولا برهان . وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بإسناد فيه نظر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=950840من صلى الصلوات الخمس في جماعة ، جاز على الصراط كالبرق اللامع في أول زمرة من السابقين ، وجاء يوم القيامة ، ووجهه كالقمر ليلة البدر " . وأما الصدقة ، فهي برهان ، والبرهان : هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس ، ومنه حديث أبي موسى أن روح المؤمن تخرج من جسده لها برهان كبرهان الشمس ، ومنه سميت الحجة القاطعة برهانا ، لوضوح دلالاتها على ما دلت عليه ، فكذلك nindex.php?page=treesubj&link=23468الصدقة برهان على صحة الإيمان ، وطيب النفس بها علامة على وجود حلاوة الإيمان وطعمه ، كما في حديث عبد الله بن معاوية الغاضري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=950841ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده ، وأنه لا إله إلا الله ، وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه في كل عام " وذكر الحديث ، خرجه أبو داود . [ ص: 24 ] وقد ذكرنا قريبا حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فيمن nindex.php?page=treesubj&link=2649أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، قال : وكان يقول : لا يفعل ذلك إلا مؤمن . وسبب هذا أن المال تحبه النفوس وتبخل به ، فإذا سمحت بإخراجه لله عز وجل دل ذلك على صحة إيمانها بالله ووعده ووعيده ، ولهذا منعت العرب الزكاة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقاتلهم nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق رضي الله عنه على منعها ، nindex.php?page=treesubj&link=24589والصلاة أيضا برهان على صحة الإسلام . وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=950842الصلاة برهان . وقد ذكرنا في شرح حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=950843أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة أن nindex.php?page=treesubj&link=24589_844الصلاة هي الفارقة بين الكفر والإسلام ، وهي أيضا nindex.php?page=treesubj&link=24589_844_28767أول ما يحاسب به المرء يوم القيامة ، فإن تمت صلاته فقد أفلح وأنجح ، وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو فيمن حافظ عليها أنها تكون له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة . وأما الصبر فإنه ضياء ، والضياء : هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس بخلاف القمر ، فإنه نور محض ، فيه إشراق بغير إحراق ، قال الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا [ يونس : 5 ] ومن هنا وصف الله شريعة موسى بأنها ضياء ، كما قال : nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=48ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين [ الأنبياء : 48 ] [ ص: 25 ] وإن كان قد ذكر أن في التوراة نورا كما قال : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور [ المائدة : 44 ] ، ولكن الغالب على شريعتهم الضياء لما فيها من الآصار والأغلال والأثقال . ووصف شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بأنها نور لما فيها من الحنيفية السمحة ، قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين [ المائدة : 15 ] وقال : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون [ الأعراف : 157 ] . ولما كان الصبر شاقا على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضياء ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=19571معنى الصبر في اللغة الحبس ، ومنه قتل الصبر : وهو أن يحبس الرجل حتى يقتل . والصبر المحمود أنواع : منه nindex.php?page=treesubj&link=19590_19601صبر على طاعة الله عز وجل ، ومنه nindex.php?page=treesubj&link=19602صبر عن معاصي الله عز وجل ، ومنه nindex.php?page=treesubj&link=19585صبر على أقدار الله عز وجل ، nindex.php?page=treesubj&link=19590_19601_19602_19585والصبر على الطاعات وعن المحرمات أفضل من الصبر على الأقدار المؤلمة ، صرح بذلك السلف ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=17188وميمون بن مهران وغيرهما . وقد روي بإسناد ضعيف من حديث علي مرفوعا " إن الصبر على المعصية يكتب به للعبد ثلاثمائة درجة ، وإن الصبر على الطاعة تكتب به ستمائة درجة ، وإن nindex.php?page=treesubj&link=19602الصبر عن المعاصي يكتب له به تسعمائة درجة " ، وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير الطبري . [ ص: 26 ] ومن nindex.php?page=treesubj&link=19572_2333أفضل أنواع الصبر : الصيام ، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة ، لأنه صبر على طاعة الله عز وجل ، وصبر عن معاصي الله ، لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها ، ولهذا في الحديث الصحيح : nindex.php?page=hadith&LINKID=950845إن الله عز وجل يقول : nindex.php?page=treesubj&link=2333كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، وفيه أيضا صبر على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمي شهر الصيام شهر الصبر . وقد جاء في حديث الرجل من بني سليم nindex.php?page=hadith&LINKID=950846عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن nindex.php?page=treesubj&link=2333الصوم نصف الصبر ، وربما عسر الوقوف على سر كونه نصف الصبر أكثر من عسر الوقوف على سر كون الطهور شطر الإيمان ، والله أعلم . وقوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=950847والقرآن حجة لك أو حجة عليك ، قال الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=82وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا [ الإسراء : 82 ] . قال بعض السلف : ما جالس أحد القرآن ، فقام عنه سالما ؛ بل إما أن يربح أو أن يخسر ، ثم تلا هذه الآية . وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يمثل القرآن يوم القيامة رجلا ، فيؤتى بالرجل قد حمله ، فخالف أمره ، فيتمثل له خصما ، فيقول : يا رب حملته إياي فشر حامل تعدى حدودي ، وضيع فرائضي ، وركب معصيتي ، وترك طاعتي ، فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال : شأنك به ، فيأخذه بيده ، فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار ، ويؤتى بالرجل الصالح كان قد حمله وحفظ أمره ، فيمتثل خصما دونه ، فيقول : يا رب حملته إياي ، فخير حامل : حفظ حدودي ، وعمل بفرائضي ، واجتنب معصيتي ، واتبع طاعتي ، فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال : شأنك به ، فيأخذه بيده ، فما يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ، ويعقد عليه تاج الملك ، ويسقيه كأس الخمر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ، فمن جعله أمامه ، قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ، قاده إلى النار . وعنه قال : يجيء القرآن يوم القيامة ، فيشفع لصاحبه ، فيكون قائدا إلى الجنة ، أو يشهد عليه ، فيكون سائقا إلى النار . [ ص: 28 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري : إن هذا القرآن كائن لكم أجرا ، وكائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ، ولا يتبعكم القرآن ، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة ، ومن اتبعه القرآن زج في قفاه ، فقذفه في النار .أثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن بها تملك الأخرى فإن أنا بعتها
بشيء من الدنيا ، فذاك هو الغبن لئن ذهبت نفسي بدنيا أصيبها
لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن