قال تعالى : ( فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ( 45 ) ) .
[ ص: 228 ] قوله تعالى : ( فكأين ) : يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه " أهلكناها " وأن يكون في موضع رفع بالابتداء .
( أهلكناها ) : وأهلكتها سواء في المعنى .
و ( بئر ) : معطوفة على قرية .
قال تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ( 46 ) ) .
قوله تعالى : ( فإنها ) : الضمير للقصة ، والجملة بعدها مفسرة لها .
و ( التي في الصدور ) : صفة مؤكدة .
قال تعالى : ( والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم ( 51 ) ) .
قوله تعالى : ( معجزين ) : حال . ويقرأ " معاجزين " بالألف والتخفيف ، وهو في معنى المشدد ، مثل عاهد وعهد ; وقيل : عاجز : سابق ، وعجز : سبق .
قال تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ( 52 ) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 ) ) .
قوله تعالى : ( إلا إذا تمنى ) : قيل : هو استثناء من غير الجنس . وقيل : الكلام كله في موضع صفة لنبي .
و ( القاسية ) : الألف واللام بمعنى الذي ، والضمير في " قلوبهم " العائد عليها ، و " قلوبهم " مرفوع باسم الفاعل ; وأنث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث ، وهو معطوف على الذين .
قال تعالى : ( وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم ( 54 ) ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ( 55 ) ) .
[ ص: 229 ] قوله تعالى : ( فيؤمنوا ) : هو معطوف على " ليعلم " ، وكذلك " فتخبت " .
( لهادي الذين ) : الجمهور على الإضافة ويقرأ : لهاد بالتنوين ، و " الذين " نصب به .
( في مرية ) : بالكسر والضم ، وهما لغتان .
قال تعالى : ( الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم ( 56 ) ) .
قوله تعالى : ( يومئذ ) : منصوب بقوله : " لله " ; و " لله " الخبر .
و ( يحكم ) : مستأنف ; ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ، والعامل فيه الجار .
والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين ( 57 ) والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ( 58 ) قوله تعالى : ( فأولئك ) : الجملة خبر الذين ; ودخلت الفاء لمعنى الجزاء .
و ( قتلوا ) : بالتخفيف والتشديد ، و " ليرزقنهم " : الخبر . و " رزقا " مفعول ثان ; ويحتمل أن يكون مصدرا مؤكدا .
قال تعالى : ( ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم ( 59 ) ) قوله تعالى : ( ليدخلنهم ) : يجوز أن يكون بدلا من ليرزقنهم ; ويجوز أن يكون مستأنفا .
و ( مدخلا ) بالضم والفتح ، وقد ذكر في النساء .
قال تعالى : ( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ( 60 ) ) .
قوله تعالى : ( ذلك ) : أي الأمر ذلك ، وما بعده مستأنف .
[ ص: 230 ] ( بمثل ما عوقب به ) : الباء فيها بمعنى السبب ، لا بمعنى الآلة ; و " لينصرنه " : خبر من .