قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ( 62 ) ) .
قوله تعالى : ( هو الحق ) : يجوز أن يكون " هو " توكيدا ، وفصلا ، ومبتدأ .
و ( يدعون ) بالياء والتاء ، والمعنى ظاهر .
قال تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير ( 63 ) ) قوله تعالى : ( فتصبح الأرض ) : إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين ; أحدهما : أنه استفهام بمعنى الخبر ; أي قد رأيت ، فلا يكون له جواب . والثاني : أن ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سببا له ; ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الأرض ; وإنما يجب عن الماء ; والتقدير : فهي ; أي القصة ، و " تصبح " : الخبر .
ويجوز أن يكون " فتصبح " بمعنى أصبحت وهو معطوف على أنزل ، فلا موضع له إذا .
( مخضرة ) : حال ، وهو اسم فاعل .
وقرئ شاذا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة ; أي ذات خضرة .
قال تعالى : ( إن الله بالناس لرءوف رحيم ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ( 65 ) ) .
قوله تعالى : ( والفلك ) : في نصبه وجهان ; أحدهما : هو منصوب بسخر معطوف على " ما " والثاني : هو معطوف على اسم إن .
و ( تجري ) : حال على الوجه الأول ، وخبر على الثاني . ويقرأ بالرفع ، و " تجري " : الخبر . ( أن تقع ) : مفعول له ، أي كراهة أن تقع . ويجوز أن يكون في موضع جر ; أي من أن تقع .
وقيل : في موضع نصب على بدل الاشتمال ; أي ويمسك وقوع السماء ; أي يمنعه . [ ص: 231 ] قال تعالى : ( فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه ( 67 ) ) .
قوله تعالى : ( فلا ينازعنك ) ويقرأ " ينزعنك " بفتح الياء وكسر الزاي وإسكان النون ; أي لا يخرجنك .
قال تعالى : ( يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ( 72 ) ) .
قوله تعالى : ( يكادون ) : الجملة حال من الذين ، أو من الوجوه ; لأنه يعبر بالوجوه عن أصحابها ، كما قال تعالى : ( وجوه يومئذ عليها غبرة ) ثم قال ( أولئك هم الكفرة الفجرة ) [ عبس : 42 ] .
قوله تعالى : ( النار ) : يقرأ بالرفع . وفيه وجهان ; أحدهما : هو مبتدأ ، و " وعدها " : الخبر . والثاني : هو خبر مبتدأ محذوف ; أي هو النار ; أي الشر ، و " وعدها " على هذا مستأنف ; إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال .
ويقرأ بالنصب على تقدير أعني ، أو بـ " وعد " الذي دل عليه " وعدها " .
ويقرأ بالجر على البدل من شر .
قال تعالى : ( ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ( 73 ) ) .
قوله تعالى : ( يسلبهم ) : يتعدى إلى مفعولين ; و " شيئا " هو الثاني .
قال تعالى : ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير ( 75 ) ) .
قوله تعالى : ( ومن الناس ) ; أي ومن الناس رسلا .
قال تعالى : ( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ( 78 ) ) .
قوله تعالى : ( حق جهاده ) : هو منصوب على المصدر ; ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ; أي جهادا حق جهاده .
[ ص: 232 ] ( ملة أبيكم ) : أي اتبعوا ملة أبيكم . وقيل : تقديره : مثل ملة . . . ; لأن المعنى : سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه . ( هو سماكم ) : قيل : الضمير لإبراهيم ; فعلى هذا الوجه يكون قوله : و " في هذا " أي وفي هذا القرآن سماكم ; أي بسببه سميتم . وقيل : الضمير لله تعالى . ( ليكون الرسول ) : يتعلق بسماكم . والله أعلم .