ليس على الأعمى حرج ) الآية [ 61 ] . قوله تعالى : (
650 - قال : لما أنزل الله تبارك وتعالى : ( ابن عباس ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى ، والزمنى ، [ والعمي ، ] والعرج ، وقالوا : الطعام أفضل الأموال ، وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل ، والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب ، [ والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام ، ] والمريض لا يستوفي الطعام . فأنزل الله هذه الآية .
651 - وقال سعيد بن جبير والضحاك : كان العرجان والعميان يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء ، لأن الناس يتقذرونهم ، ويكرهون مؤاكلتهم ، وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ، ولا أعرج ، ولا مريض ، تقذرا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
652 - وقال مجاهد : نزلت هذه الآية ترخيصا للمرضى ، والزمنى في الأكل من بيوت من سمى الله تعالى في هذه الآية ، وذلك أن قوما من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا إذا لم يكن عندهم ما يطعمونهم ، ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم ، وأمهاتهم ، أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية ، فكان أهل الزمانة يتحرجون من أن يطعموا ذلك الطعام ، لأنه أطعمهم غير مالكيه ، ويقولون : إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم . فأنزل الله تعالى هذه الآية .
653 - أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس مالك ، عن عن ابن شهاب ، : أنه كان يقول في هذه الآية . نزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى ، والأعرج ، والمريض ، وعند أقاربهم ، وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك ، وكانوا يتقون أن يأكلوا منها ، ويقولون : نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة . فأنزل الله تعالى هذه الآية . سعيد بن المسيب