( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله ) قال : هي التوراة والإنجيل من وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - والإيمان به ، كما بين في قوله : ( ابن عباس يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) قاله قتادة ، والسدي ، والربيع ، . أو القرآن من جهة قولهم : ( وابن جريج إنما يعلمه بشر ) ( إن هذا إلا إفك ) ( أساطير الأولين ) والآيات التي أظهرها على يديه من انشقاق القمر ، وحنين الجذع ، وتسبيح الحصى ، وغير ذلك . أو محمد والإسلام ، قاله قتادة ، أو ما تلاه من أسرار كتبهم وغريب أخبارهم ، قاله ابن بحر أو كتب الله ، أو الآيات التي يبين لهم فيها صدق محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحة نبوته ، وأمروا فيها باتباعه ، قاله أبو علي .
( وأنتم تشهدون ) جملة حالية أنكر عليهم كفرهم بآيات الله وهم يشهدون [ ص: 490 ] أنها آيات الله ، ومتعلق الشهادة محذوف ، يقدر على حسب تفسير الآيات ، فيقدر بما يناسب ما فسرت به ، فلذلك قال قتادة ، والسدي ، والربيع : وأنتم تشهدون بما يدل على صحتها من كتابكم الذي فيه البشارة .
وقيل : تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء التي تقرون بها ، وقيل : بما عليكم فيه من الحجة . وقيل : إن كتبكم حق ، ولا تتبعون ما أنزل فيها . وقيل : بصحتها إذا خلوتم . فيكون : تشهدون ، بمعنى : تقرون وتعترفون . وقال الراغب : أو عنى ما يكون من شهادتهم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم .
وقيل : تكفرون بآيات الله : تنكرون كون القرآن معجزا ، ثم تشهدون بقلوبكم وعقولكم أنه معجز .