إشارة إلى أن الله تعالى قد اختار الذين آمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - على أمم عصرهم كما اختار الذين آمنوا بموسى عليه السلام على أمم عصرهم وأنه عالم بأن أمثالهم أهل لأن يختارهم الله . والمقصود : التنويه بالمؤمنين بالرسل وأن ذلك يقتضي أن ينصرهم الله على أعدائهم ولأجل هذه الإشارة أكد الخبر باللام و ( قد ) ، كما أكد في قوله آنفا ولقد نجينا بني إسرائيل . و ( على ) في قوله على علم بمعنى ( مع ) ، كقول الأحوص :
إني على ما قد علمت محسد أنمي على البغضاء والشنآن
وموضع المجرور بها موضع الحال .
والمراد بـ " العالمين " الأمم المعاصرة لهم . ثم بدلوا بعد ذلك فضربت عليهم [ ص: 306 ] الذلة ، وقد اختار الله أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - على الأمم فقال كنتم خير أمة أخرجت للناس أي أخرجها الله للناس .
واختار المسلمين بعدهم اختيارا نسبيا على حسب استقامتهم واستقامة غيرهم من الأمم على أن التوحيد لا يعدله شيء .