[ ص: 138 ] [ ص: 139 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النور
سميت هذه السورة ( سورة النور ) من عهد النبيء صلى الله عليه وسلم . روي عن مجاهد قال رسول الله : علموا نساءكم سورة النور ولم أقف على إسناده . وعن حارثة بن مضر : ( كتب إلينا أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور ) . وهذه تسميتها في المصاحف وكتب التفسير والسنة ، ولا يعرف لها اسم آخر . ووجه التسمية أن فيها آية عمر بن الخطاب الله نور السماوات والأرض .
وهي مدنية باتفاق أهل العلم ولا يعرف مخالف في ذلك . وقد وقع في نسخ تفسير القرطبي عند قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية ، في المسألة الرابعة كلمة ( وهي مكية ) يعني الآية . فنسب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي وتبعه الآلوسي ، إلى القرطبي أن تلك الآية مكية مع أن سبب نزولها الذي ذكره القرطبي صريح في أنها نزلت بالمدينة كيف وقد قال القرطبي في أول هذه السورة : ( مدنية بالإجماع ) . ولعل تحريفا طرأ على النسخ من تفسير القرطبي وأن صواب الكلمة ( وهي محكمة ) أي : غير منسوخ حكمها فقد وقعت هذه العبارة في تفسير ابن عطية ، قال ( وهي محكمة قال : تركها الناس ) . وسيأتي أن سبب نزول قوله تعالى : ابن عباس الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة الآية قضية مرثد بن أبي مرثد مع عناق . ومرثد بن أبي مرثد استشهد في صفر سنة ثلاث للهجرة في غزوة الرجيع ، فيكون أوائل هذه السورة نزل قبل سنة ثلاث ، والأقرب أن يكون في أواخر السنة الأولى أو أوائل السنة الثانية أيام كان المسلمون يتلاحقون للهجرة وكان المشركون جعلوهم كالأسرى .
[ ص: 140 ] ومن آياتها آيات قصة الإفك وهي نازلة عقب غزوة بني المصطلق من خزاعة . والأصح أن غزوة بني المصطلق كانت سنة أربع فإنها قبل غزوة الخندق .
ومن آياتها والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم الآية نزلت في شعبان سنة تسع بعد غزوة تبوك فتكون تلك الآيات مما نزل بعد نزول أوائل هذه السورة وهذا يقتضي أن هذه السورة نزلت منجمة متفرقة في مدة طويلة وألحق بعض آياتها ببعض .
وقد عدت هذه السورة المائة في ترتيب نزول سور القرآن عند عن جابر بن زيد . قال : نزلت بعد سورة ( إذا جاء نصر الله ) وقبل سورة الحج ، أي : عند القائلين بأن سورة الحج مدنية . ابن عباس
وآيها اثنتان وستون في عد المدينة ومكة وأربع وستون في عد البقية .