ولما في كلمة كل من العموم كانت الجملة تذييلا . [ ص: 194 ] وتنوين كل تنوين عوض عن المضاف إليه ، أي كل أحد مما شمله عموم قوله ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وقوله ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا وقوله وإذا أنعمنا على الإنسان .
والشاكلة : الطريقة والسيرة التي اعتادها صاحبها ، ونشأ عليها ، وأصلها شاكلة الطريق ، وهي الشعبة التي تتشعب منه ، قال النابغة يذكر ثوبا يشبه به بنيات الطريق :
له خلج تهوي فرادى وترعوي إلى كل ذي نيرين بادي الشواكل
وهذا أحسن ما فسر به الشاكلة هنا ، وهذه الجملة في الآية تجري مجرى المثل .وفرع عليه قوله فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ، وهو كلام جامع لتعليم الناس بعموم علم الله ، والترغيب للمؤمنين ، والإنذار للمشركين مع تشكيكهم في حقية دينهم لعلهم ينظرون ، كقوله وإنا أو إياكم لعلى هدى الآية .