[ ص: 197 ] ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به
الأظهر أن هذه الجملة من بقية القول ، فهي عطف على جملة إي وربي إنه لحق إعلاما لهم بهول ذلك العذاب عساهم أن يحذروه ، ولذلك حذف المتعلق الثاني لفعل افتدت لأنه يقتضي مفديا به ومفديا منه ، أي لافتدت به من العذاب .
والمعنى أن هذا العذاب لا تتحمله أية نفس على تفاوت الأنفس في احتمال الآلام ، ولذلك ذكر كل نفس دون أن يقال ولو أن لكم ما في الأرض لافتديتم به .
وجملة أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض واقعة موقع شرط " لو "
و ما في الأرض اسم " أن " . و لكل نفس خبر " أن " وقدم على الاسم للاهتمام بما فيه من العموم بحيث ينص على أنه لا تسلم نفس من ذلك . وجملة ظلمت صفة ( لنفس ) . وجملة لافتدت به جواب " لو "
فعموم كل نفس يشمل نفوس المخاطبين مع غيرهم .
ومعنى ظلمت أشركت ، وهو ظلم النفس إن الشرك لظلم عظيم
و ما في الأرض يعم كل شيء في ظاهر الأرض وباطنها لأن الظرفية ظرفية جمع واحتواء .
و افتدى مرادف فدى . وفيه زيادة تاء الافتعال لتدل على زيادة المعنى ، أي لتكلفت فداءها به .