الشيخ الإمام ، العلامة الورع ، شيخ الحنابلة أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن بن حسن العراقي ، الكلواذاني ، ثم البغدادي ، الأزجي ، تلميذ القاضي أبي يعلى بن الفراء .
مولده في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة .
وسمع أبا محمد الجوهري ، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري ، وأبا طالب العشاري ، وجماعة ، وروى كتاب " الجليس والأنيس " عن الجازري عن مؤلفه المعافى .
روى عنه : ابن ناصر ، والسلفي ، وأبو المعمر الأنصاري ، والمبارك بن خضير ، وأبو الكرم بن الغسال ، وتخرج به الأصحاب ، وصنف التصانيف .
قال أبو الكرم بن الشهرزوري : كان إلكيا إذا رأى أبا الخطاب الكلوذاني مقبلا قال : قد جاء الجبل .
[ ص: 349 ] وقال أبو بكر بن النقور : كان إلكيا الهراسي إذا رأى أبا الخطاب قال : قد جاء الفقه .
قال السلفي : هو ثقة رضي ، من أئمة أصحاب أحمد .
وقال غيره : كان مفتيا صالحا ، عابدا ورعا ، حسن العشرة ، له نظم رائق ، وله كتاب " الهداية " ، وكتاب " رءوس المسائل " ، وكتاب " أصول الفقه " ، وقصيدة في المعتقد يقول فيها :
قالوا أتزعم أن على العرش استوى قلت الصواب كذاك خبر سيدي قالوا فما معنى استواه أبن لنا
فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا نصر بن عبد الرزاق القاضي ، أخبرنا عمر بن هدية الفقيه ، أخبرنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني ، أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين القاضي ، أخبرنا أبو القاسم موسى بن عيسى ، حدثنا محمد بن محمد الباغندي ، حدثنا عيسى بن زغبة ، حدثنا الليث ، عن ، عن أبي الزبير جابر قال : معاذ عنه ، فقال : إنه منافق ، فلما بلغ ذلك الرجل ، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما قال معاذ ، فقال : أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس ، اقرأ ب والشمس وضحاها و سبح اسم ربك الأعلى واقرأ سورة والليل إذا يغشى . صلى معاذ بأصحابه العشاء ، فطول عليهم ، فانصرف رجل منا ، فصلى وحده ، فأخبر
[ ص: 350 ] قلت : كان أبو الخطاب من محاسن العلماء ، خيرا صادقا ، حسن الخلق ، حلو النادرة ، من أذكياء الرجال ، روى الكثير ، وطلب الحديث وكتبه ، ولابن كليب منه إجازة .
قال ابن النجار : درس الفقه على أبي يعلى ، وقرأ الفرائض على الوني ، وصار إمام وقته ، وشيخ عصره ، وصنف في المذهب والأصول والخلاف والشعر الجيد .