الإمام العلامة ، الحافظ اللغوي ، أبو سليمان ، حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي ، صاحب التصانيف .
ولد سنة بضع عشرة وثلاثمائة .
وسمع من : أبي سعيد بن الأعرابي بمكة ، ومن وطبقته إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد ، ومن أبي بكر بن داسة وغيره بالبصرة ، ومن أبي [ ص: 24 ] العباس الأصم ، وعدة بنيسابور . وعني بهذا الشأن متنا وإسنادا .
وروى أيضا عن ، أبي عمرو بن السماك ومكرم القاضي ، وأبي عمر غلام ثعلب وحمزة بن محمد العقبي وأبي بكر النجاد ، وجعفر بن محمد الخلدي .
وأخذ الفقه على مذهب عن الشافعي أبي بكر القفال الشاشي ، وأبي علي بن أبي هريرة ، ونظرائهما .
حدث عنه : وهو من أقرانه في السن والسند ، والإمام أبو عبد الله الحاكم أبو حامد الإسفراييني وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي والعلامة أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي ، وأبو مسعود الحسين بن محمد الكرابيسي ، وأبو ذر عبد بن أحمد ، وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي ، وجعفر بن محمد بن علي المروذي المجاور ، وأبو بكر محمد بن الحسين الغزنوي المقرئ ، وعلي بن الحسن السجزي الفقيه ، ومحمد بن علي بن عبد الملك الفارسي الفسوي ، وأبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، وطائفة سواهم .
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الفقيه ، وشهدة بنت حسان قالا : أخبرنا جعفر بن علي المالكي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي قال : وأما أبو [ ص: 25 ] سليمان الشارح لكتاب أبي داود ، فإذا وقف منصف على مصنفاته ، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته ، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته . وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم ، وطوف ، ثم ألف في فنون من العلم ، وصنف ، وفي شيوخه كثرة ، وكذلك في تصانيفه ، منها " شرح السنن " ، الذي عولنا على الشروع في إملائه وإلقائه ، وكتابه في غريب الحديث ، ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد ، ولا في كتابيهما ، وهو كتاب ممتع مفيد ، ومحصله ابن قتيبة بنية موفق سعيد ، ناولنيه القاضي أبو المحاسن بالري ، وشيخه فيه عبد الغافر الفارسي يرويه عن أبي سليمان ، ولم يقع لي من تواليفه سوى هذين الكتابين مناولة لا سماعا عند اجتماعي بأبي المحاسن ، لعارضة قد برحت بي ، وبلغت مني ، لولاها لما توانيت في سماعهما ، وقد روى لنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي كتاب " العزلة " . عن أبي عمرو الرزجاهي ، عنه ، وأنا أشك هل سمعته كاملا أو بعضه . . .
إلى أن قال السلفي : وحدث عنه أبو عبيد الهروي في كتاب : " الغريبين " ، فقال : أحمد بن محمد الخطابي ، ولم يكنه . ووافقه على ذلك أبو منصور الثعالبي كما قال الجم الغفير ، لا كما قالاه ، وقال أحد الأدباء ممن أخذ عن ابن خرزاذ النجيرمي في كتاب " اليتيمة " ، لكنه كناه ، وقال : أبو [ ص: 26 ] سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم البستي صاحب " غريب الحديث " ، والصواب في اسمه : حمد وهو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي من ولد زيد بن الخطاب ، وله -رحمه الله- شعر هو سحر .
قلت : وله " شرح الأسماء الحسنى " وكتاب : " الغنية عن الكلام وأهله " ، وغير ذلك .
أخبرنا أبو الحسن وشهدة قالا : أخبرنا جعفر ، أخبرنا السلفي ، أخبرنا أبو المحاسن الروياني ، سمعت أبا نصر البلخي ، سمعت أبا سليمان الخطابي ، سمعت أبا سعيد بن الأعرابي ونحن نسمع عليه هذا الكتاب -يعني : " سنن " أبي داود - يقول : لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ، ثم هذا الكتاب ، لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة . [ ص: 27 ]
قال أبو يعقوب القراب : توفي ببست في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة . الخطابي
قلت : وفيها مات محدث إسفرايين ، أبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة الإسفراييني في عشر التسعين ، ومحدث بروجرد القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البروجردي في عشر المائة ، يروي عن ابن جرير ، والباغندي . ومسند نيسابور أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي ، ومقرئ مصر أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي ، ومقرئ العراق أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي ، وشيخ الأدب أبو علي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي ببغداد ، ومسند مرو أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي الفقيه عن مائة عام ، وعالم مصر أبو بكر محمد بن علي الأدفوي المقرئ المفسر ، ومحدث مكة أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل .
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة ، عن عبد الغني بن سرور الحافظ ، أخبرنا إسماعيل بن غانم ، أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن أحمد البلخي ، حدثنا حمد بن محمد ، حدثنا محمد بن زكريا ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن حزابة ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا أسباط ، [ ص: 28 ] عن ، عن أبيه ، عن السدي ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : أبي هريرة . الإيمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن
وهو القائل :
وما غربة الإنسان في شقة النوى ولكنها والله في عدم الشكل وإني غريب بين بست وأهلها
وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي