فبينا تبع على ذلك من قتالهم ، إذ جاءه حبران من أحبار اليهود من بني قريظة - وقريظة والنضير والنجام وعمرو ، وهو هدل ، بنو الخزرج بن الصريح بن التوءمان بن السبط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن خير بن النجام بن تنحوم بن عازر بن عزرى بن هارون بن عمران بن يصهر بن قاهث ابن لاوى بن يعقوب ، وهو إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ، صلى الله [ ص: 22 ] عليهم - عالمان راسخان في العلم حين سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها . فقالا له : أيها الملك ، لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ولم نأمن عليك عاجل العقوبة ، فقال لهما : ولم ذلك ؟ فقالا : هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان ، تكون داره وقراره ، فتناهى عن ذلك . ورأى أن لهما علما ، وأعجبه ما سمع منهما ، فانصرف عنالمدينة - واتبعهما على دينهما . فقال خالد بن عبد العزى بن غزية بن عمرو ( ابن عبد ) بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار يفخر بعمرو بن طلة :
أصحا أم قد نهى ذكره أم قضى من لذة وطره أم تذكرت الشباب وما
ذكرك الشباب أو عصره إنها حرب رباعية
مثلها أتى الفتى عبره فاسألا عمران أو أسدا
إذ أتت عدوا مع الزهره فيلق فيها أبو كرب
سبغ أبدانها ذفره ثم قالوا : من نؤم بها
أبني عوف أم النجره [ ص: 23 ] بل بني النجار إن لنا
فيهم قتلى وإن تره فتلقتهم مسايفة
مدها كالغبية النثره فيهم عمرو بن طلة ملى
الإله قومه عمره سيد سامي الملوك ومن
رام عمرا لا يكن قدره
حنقا على سبطين حلا يثربا أولى لهم بعقاب يوم مفسد