( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ( 24 ) إلا حميما وغساقا ( 25 ) جزاء وفاقا ( 26 ) إنهم كانوا لا يرجون حسابا ( 27 ) وكذبوا بآياتنا كذابا ( 28 ) وكل شيء أحصيناه كتابا ( 29 ) )
( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ) روي عن ابن عباس : أن البرد النوم ، ومثله قال الكسائي و [ قال ] أبو عبيدة ، تقول العرب : منع البرد البرد أي أذهب البرد النوم . وقال الحسن : " وعطاء لا يذوقون فيها بردا " أي : روحا وراحة . وقال مقاتل : " لا يذوقون فيها بردا " ينفعهم من حر ، " ولا شرابا " ينفعهم من عطش . ( إلا حميما وغساقا ) قال ابن عباس : " الغساق " الزمهرير يحرقهم ببرده . وقيل : صديد أهل النار ، وقد ذكرناه في سورة " ص " ( جزاء وفاقا ) أي جزيناهم جزاء وافق أعمالهم . قال مقاتل : وافق العذاب الذنب ، فلا ذنب أعظم من الشرك ، ولا عذاب أعظم من النار . ( إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) لا يخافون أن يحاسبوا ، والمعنى : أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث ولا بأنهم محاسبون . ( وكذبوا بآياتنا ) أي بما جاءت به الأنبياء ( كذابا ) تكذيبا ، قال الفراء : هي لغة يمانية فصيحة ، يقولون في مصدر التفعيل فعال وقال : قال لي أعرابي منهم على المروة يستفتيني : الحلق أحب [ ص: 316 ] إليك أم القصار ؟ . ( وكل شيء أحصيناه كتابا ) أي وكل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ ، كقوله : " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " ( يس - 12 ) .