[ ص: 674 ] [دعاء الخليفة شهرا على مسعود فمات]
وفي سنة سبع وأربعين: مات السلطان مسعود.
قال ابن هبيرة -وهو وزير -: (لما تطاول على المقتفي أصحاب مسعود، وأساؤوا الأدب، ولم يمكن المجاهرة بالمحاربة... اتفق الرأي على الدعاء عليه شهرا; كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم على رعل وذكوان شهرا، فابتدأ هو والخليفة سرا كل واحد في موضعه يدعو سحرا من ليلة تسع وعشرين من جمادى الأولى واستمر الأمر كل ليلة، فلما تكامل الشهر مات مسعود على سريره، لم يزد على الشهر يوما ولا نقص يوما). المقتفي
واتفق العسكر على سلطنة ملكشاه ، وقام بأمره خاصبك بك، ثم إن خاصبك قبض على ملكشاه ، وطلب أخاه محمدا من خوزستان، فجاءه فسلم إليه السلطنة، وأمر الخليفة حينئذ ونهى، ونفذت كلمته، وعزل من كان السلطان ولاه مدرسا بالنظامية، وبلغه أن في نواحي واسط تخبيطا، فسار بعسكره ومهد البلاد، ودخل الحلة والكوفة، ثم عاد إلى بغداد مؤيدا منصورا، وزينت بغداد .
سنجر، وأسروه وأذاقوه الذل، وملكوا بلاده، وبقوا الخطبة باسمه، وبقي معهم صورة بلا معنى، وصار يبكي على نفسه، وله اسم السلطنة، وراتبه في قدر راتب سائس من سياسه. وفي سنة ثمان وأربعين: خرجت الغز على السلطان
بمصر صاحبها الظافر بالله العبيدي، وأقاموا ابنه الفائز عيسى صبيا صغيرا، ووهى أمر المصريين، فكتب المقتفي عهدا وفي سنة تسع وأربعين: قتل لنور الدين محمود بن زنكي وولاه مصر، وأمره بالمسير إليها، وكان مشغولا بحرب الفرنج، [ ص: 675 ] وهو لا يفتر من الجهاد، وكان تملك دمشق في صفر من هذا العام، وملك عدة قلاع وحصون بالسيف وبالأمان من بلاد الروم، وعظمت ممالكه، وبعد صيته، فبعث إليه تقليدا، وأمره بالمسير إلى مصر، ولقب: بالملك العادل. المقتفي
وعظم سلطان واشتدت شوكته، واستظهر على المخالفين، وأجمع على قصد الجهات المخالفة لأمره، ولم يزل أمره في تزايد وعلو إلى أن مات ليلة الأحد، ثاني ربيع الأول، سنة خمس وخمسين. المقتفي،