[من مناقب المقتفي لأمر الله]
قال الذهبي : (كان من سروات الخلفاء، عالما دينا شجاعا حليما، دمث الأخلاق كامل السؤدد، خليقا للإمامة، قليل المثل في الأئمة، لا يجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه، وكتب في خلافته ثلاث ربعات، وسمع الحديث من مؤدبه أبي البركات بن أبي الفرج بن السيبي). المقتفي
قال ابن السمعاني: (وسمع «جزء ابن عرفة» مع أخيه المسترشد من أبي القاسم بن بيان).
روى عنه: إمامه، والوزير أبو منصور الجواليقي اللغوي ابن هبيرة وزيره، وغيرهما.
وقد جدد بابا المقتفي للكعبة، واتخذ من العتيق تابوتا لدفنه.
وكان محمود السيرة، مشكور الدولة، يرجع إلى دين وعقل وفضل، ورأي وسياسة، جدد معالم الإمامة، ومهد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسه، وغزا غير مرة، وامتدت أيامه.
وقال أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي في كتاب [ ص: 676 ] «المناقب العباسية» : (كانت أيام نضرة بالعدل، زهرة بفعل الخيرات، وكان على قدم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه، وكان في أول أمره متشاغلا بالدين، ونسخ العلوم، وقراءة القرآن، ولم ير مع سماحته ولين جانبه ورأفته بعد المعتصم خليفة في شهامته وصرامته وشجاعته، مع ما خص به من زهده وورعه وعبادته، ولم تزل جيوشه منصورة حيث يممت). المقتفي
وقال : من أيام ابن الجوزي عادت المقتفي بغداد والعراق إلى يد الخلفاء، ولم يبق لها منازع، وقبل ذلك من دولة إلى وقته كان الحكم للمتغلبين من الملوك، وليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة. المقتدر
ومن سلاطين دولته: سنجر صاحب خراسان، السلطان الشام . والسلطان نور الدين محمود صاحب
وكان جوادا كريما محبا للحديث وسماعه، معتنيا بالعلم مكرما لأهله.