ليزيد] [أخذ البيعة
ثم حج سنة إحدى وخمسين، وأخذ البيعة لابنه، فبعث إلى معاوية فتشهد وقال: (أما بعد: يا ابن عمر؛ إنك كنت تحدثني أنك لا تحب تبيت ليلة سوداء ليس عليك فيها أمير، وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين، أو تسعى في فساد ذات بينهم. ابن عمر؛
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد: فإنه قد كانت قبلك خلفاء لهم أبناء، ليس ابنك بخير من أبنائهم، فلم يروا في أبنائهم ما رأيت في ابنك، ولكنهم اختاروا للمسلمين حيث علموا الخيار، وإنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين ولم أكن لأفعل، إنما أنا رجل من المسلمين، فإذا اجتمعوا على أمر... فإنما أنا رجل منهم)، فقال: (يرحمك الله)، فخرج ابن عمر ابن عمر.
ثم أرسل إلى ابن أبي بكر، فتشهد ثم أخذ في الكلام، فقطع عليه كلامه [ ص: 327 ] وقال: (إنك والله، لوددت أنا وكلناك في أمر ابنك إلى الله، وإنا والله لا نفعل، والله؛ لتردن هذا الأمر شورى في المسلمين، أو لنفرقنها عليك جذعة)، ثم وثب ومضى.
فقال (اللهم اكفنيه بما شئت، ثم قال: على رسلك أيها الرجل، لا تشرفن على أهل معاوية: الشام؛ فإني أخاف أن يسبقوني بنفسك حتى أخبر العشية أنك قد بايعت، ثم كن بعد على ما بدا لك من أمرك).
ثم أرسل إلى فقال: (يا ابن الزبير، إنما أنت ثعلب رواغ، كلما خرج من جحر.. دخل آخر، وإنك عمدت إلى هذين الرجلين، فنفخت في مناخرهما، وحملتهما على غير رأيهما). بن الزبير؛
فقال (إن كنت قد مللت الإمارة... فاعتزلها، وهلم ابنك؛ فلنبايعه، أرأيت إذا بايعت ابنك معك... لأيكما نسمع ونطيع؟ لا نجمع البيعة لكما أبدا) ثم راح. ابن الزبير:
وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إنا وجدنا أحاديث الناس ذات عوار، زعموا أن معاوية ابن عمر وابن أبي بكر لن يبايعوا وابن الزبير يزيد، وقد سمعوا وأطاعوا وبايعوا له).
فقال أهل الشام: والله؛ لا نرضى حتى يبايعوا له على رءوس الأشهاد، وإلا... ضربنا أعناقهم.
فقال: (سبحان الله!! ما أسرع الناس إلى قريش بالشر!! لا أسمع هذه المقالة من أحد منكم بعد اليوم) ثم نزل.
فقال الناس: بايع ابن عمر وابن أبي بكر وهم يقولون: لا والله [ما بايعنا]، فيقول الناس: بلى! وارتحل وابن الزبير! فلحق معاوية، بالشام.
وعن ابن المنكدر قال: حين بويع ابن عمر يزيد: إن كان خيرا.. رضينا، وإن كان بلاء... صبرنا). (قال
[ ص: 328 ]