وكان قتل في أوسط أيام التشريق، من سنة خمس وثلاثين، وقيل: قتل يوم الجمعة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء، في عثمان حش كوكب بالبقيع، وهو أول من دفن به، وقيل: كان قتله يوم [ ص: 277 ] الأربعاء، وقيل: يوم الاثنين، وقيل لست بقين من ذي الحجة.
وكان له يوم قتل اثنتان وثمانون سنة، وقيل: إحدى وثمانون سنة، وقيل: أربع وثمانون، وقيل: ست وثمانون، وقيل: ثمان أو تسع وثمانون، وقيل: تسعون.
قال قتادة: (صلى عليه الزبير ودفنه، وكان أوصى إليه).
وأخرج ابن عدي من حديث وابن عساكر مرفوعا: أنس «إن لله سيفا مغمودا في غمده ما دام حيا، فإذا قتل عثمان جرد ذلك السيف فلم يغمد إلى يوم القيامة». عثمان.. تفرد به عمرو بن فائد، وله مناكير.
وأخرج عن ابن عساكر قال: (بلغني أن عامة الركب الذين ساروا إلى يزيد بن أبي حبيب عامتهم جنوا). عثمان
وأخرج عن قال: حذيفة عثمان، وآخر الفتن: خروج (أول الفتن: قتل الدجال، والذي نفسي بيده، لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حب قتل إلا تبع عثمان.. الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه.. آمن به في قبره).
وأخرج عن قال: (لو لم يطلب الناس بدم ابن عباس لرموا بالحجارة من السماء). عثمان..
وأخرج عن قال: قتل الحسن عثمان غائب في أرض له، فلما بلغه قال: (اللهم؛ إني لم أرض ولم أمال). وعلي
وأخرج وصححه عن قيس الحاكم بن عباد قال: سمعت يوم الجمل يقول: (اللهم؛ إني أبرأ إليك من دم عليا ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، [ ص: 278 ] وأنكرت نفسي، وجاؤوني للبيعة، فقلت: والله؛ إني لأستحيي أن أبايع قوما قتلوا عثمان، وإني لأستحيي من الله أن أبايع عثمان، لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما رجع الناس فسألوني البيعة.. قلت: اللهم؛ إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت؛ فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنما صدع قلبي، وقلت: اللهم، خذ مني وعثمان حتى ترضى). لعثمان
وأخرج عن ابن عساكر أبي خلدة الحنفي قال: سمعت يقول: (إن عليا بني أمية يزعمون أني قتلت ولا والله الذي لا إله إلا هو، ما قتلت، ولا مالأت، ولقد نهيت فعصوني). عثمان،
وأخرج عن سمرة قال: (إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم لا تسد إلى يوم القيامة، وإن أهل عثمان المدينة كانت فيهم الخلافة، فأخرجوها ولم تعد فيهم).
وأخرج عن قال: (لم تفقد الخيل البلق في المغازي والجيوش حتى قتل محمد بن سيرين ولم يختلف في الأهلة حتى قتل عثمان، ولم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل عثمان، الحسين).
وأخرج في «مصنفه» عن عبد الرزاق قال: (كان حميد بن هلال عبد الله بن سلام يدخل على محاصري فيقول: لا تقتلوه، فوالله؛ لا يقتله رجل منكم.. إلا لقي الله أجذم لا يد له، وإن سيف الله لم يزل مغمودا، وإنكم والله إن قتلتموه.. ليسلنه الله ثم لا يغمده عنكم أبدا، وما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا، ولا خليفة.. إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا قبل أن يجتمعوا). عثمان
وأخرج عن ابن عساكر قال: (خصلتان عبد الرحمن بن مهدي ليستا [ ص: 279 ] لعثمان ولا لأبي بكر رضي الله عنهما: صبره نفسه حتى قتل، وجمعه الناس على المصحف). لعمر
وأخرج عن الحاكم قال: ما سمعت من مراثي الشعبي أحسن من قول عثمان كعب بن مالك حيث قال:
فكف يديه ثم أغلق بابه وأيقن أن الله ليس بغافل وقال لأهل الدار لا تقتلوهم
عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل فكيف رأيت الله صب عليهم الـ
ـعداوة والبغضاء بعد التواصل؟! وكيف رأيت الخير أدبر بعده
عن الناس إدبار الرياح الجوافل؟!