تنبيهات
الأول : قال قول الراهب : «ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي» السهيلي : يريد ما نزل تحتها هذه الساعة قط إلا نبي . ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي لبعد العهد بالأنبياء قبل ذلك ، وإن كان في لفظ الخبر قط فقد يتكلم بها على جهة التوكيد للنفي ، والشجرة لا تعمر في العادة هذا العمر الطويل حتى يدرى أنه لم ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبياء ، ويبعد في العادة أيضا أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها إلا عيسى أو غيره من الأنبياء ، ويبعد في العادة أيضا أن تكون شجرة تخلو من أن ينزل تحتها أحد حتى يجيء نبي ، إلا أن تصح رواية من قال : لم ينزل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم . وهي رواية عن غير فالشجرة على هذا مخصوصة بهذه الآية . انتهى . وأقره في «الزهر» و «النور» . ابن إسحاق
وتعقبه الإمام العلامة عز الدين بن جماعة بأنه مجرد استبعاد لا دلالة فيه على امتناع ولا إحالة ، وبأنه استبعاد يضعفه معارضة ظاهر الخبر وكون متعلقات الأنبياء مظنة خرق العادة ، فلا يكون حينئذ ذلك من طول البقاء وصرف غير الأنبياء عن النزل تحتها ببعيد ، وذلك واضح فتفطن .
قلت : ويؤيد ما ذكره الشيخ عز الدين ما سبق نقله عن أبي سعد ، وما في أسباب النزول للإمام الواحدي أن رضي الله تعالى عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفره إلى أبا بكر الشام فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها وذهب يسأل عن الدين ، فقال له الراهب . [ ص: 162 ] أبو بكر
الرجل الذي في ظل الشجرة من هو؟ . قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . قال : هذا والله نبي . ما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمد بن عبد الله .
وذكر العلماء بالنبات أن الزيتون قد تعمر الشجرة منه ثلاثة آلاف سنة وما يقارب ذلك والله تعالى أعلم .
الثاني : قال في «النور» لم أر لميسرة ذكرا في كتب الصحابة ، والظاهر أنه توفي قبل البعثة ولو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم والله تعالى أعلم .
قلت : وذكره الحافظ في الإصابة في القسم الأول وقال : لم أقف على رواية صحيحة بأنه بقي إلى البعثة فكتبته على الاحتمال .
الثالث : في بيان غريب ما سبق .
منية بميم مضمومة فنون ساكنة فمثناة تحتية فتاء تأنيث . نفيسة : صحابية رضي الله تعالى عنها .
ألحت علينا : أقبلت ودامت . مادة الشيء : ما يمده ويقويه .
السنون : القحوط .
عيراتها : جمع عير : الإبل التي تحمل الميرة .
المضاربة : والمقارضة والقراض بمعنى واحد . سميت مضاربة لأن كل واحد منهما يضرب في الربح بسهم . وقيل غير ذلك .
تجار- بكسر المثناة الفوقية وتخفيف الجيم ويجوز ضم التاء وتشديد الجيم ، وهما لغتان : جمع تاجر . ويقال أيضا : تجر كصاحب وصحب . والتجارة : تقليب المال وتصريفه لأجل النماء .
المحاورة : المجاذبة ، والتحاور : التجاذب .
نسطورا- بنون مفتوحة فسين ساكنة فطاء مضمومة مهملتين . قال في النور : وألفه مقصورة كذا أحفظه .
مر الظهران : بفتح الميم وتشديد الراء وظاء معجمة مشالة بلفظ تثنية الظهر : واد بين مكة والمدينة وتسميه العامة بطن مرو .
في ساعة الظهيرة : هي شدة الحر نصف النهار ، ولا يقال في الشتاء ظهيرة . والجمع ظهائر .
إضمارك : إخفاؤك .
الحزن : بفتح النون مفعول المصدر وهو إضمارك . فادح- بالفاء والدال والحاء المهملتين أي : ثقيل وفي نسخة من الروض والعيون : بالقاف . قال في الصحاح : القادح [ ص: 163 ]
الصدع في العود .
نازح : بعيد . وأخبار : بفتح الهمزة وخفض الراء معطوف على فرقة وهو جمع خبر .
خبرت : بفتح الخاء المعجمة مبني للفاعل . فتاك : أي غلامك ميسرة .
الغور : المطمئن من الأرض . النجد : المرتفع منها .
الصحاصح : بصادين وحائين مهملات : جمع صحصح وهو المكان المستوي .
الركاب : بكسر الراء المشددة : الإبل التي يسار عليها ، الواحدة راحلة ولا واحد لها من لفظها ، والجمع الركب مثل الكتب .
دوالج : بالجيم جمع دالج : السائر أول الليل .
الأباطح : جمع أبطح .
مسيل : متسع فيه دقاق الحصى .
كما أرسل : بالبناء للمفعول .
البهاء : بالمد الحسن . الأشيبون : بشين معجمة فمثناة تحتية فموحدة جمع أشيب وهو المبيض الرأس .
الجحاجح - بجيم فحاء مهملة فألف فجيم مهملة جمع جحجاج وهو السيد .
النشيج- بنون مفتوحة فشين معجمة فمثناة تحتية فجيم : البكاء مع صوت .
القس- بضم القاف- واحد القسيسين وهم عباد النصارى .
وقوله ببطن المكتين : ثنى مكة وهي واحدة لأن لها بطاحا وظواهر ، على أن للعرب مذهبا في أشعارها في تثنية البقعة الواحدة ، ومقصدهم في هذه الإشارة إلى جانبي كل بلدة والإشارة إلى أعلى البلد وأسفله فيجعلونها اثنتين على هذا المغزى .
تموج : أي يضرب بعضها في بعض .
الفلوج- بفاء فلام مضمومتين آخره جيم . الظهور على الخصم .
عجت : ارتفعت أصواتها . العروج : الصعود والعلو .
سمك : بفتحات : رفع .
يضج- بمثناة تحتية فضاد معجمة فجيم : أي يصيح .
متلفة : بميم مفتوحة فمثناة فوقية فلام ففاء مفتوحتين أي مهلكة .
الخروج- بخاء معجمة مفتوحة : أي الكثيرة التصرف . [ ص: 164 ]