[ ص: 249 ] جماع أبواب سيرته صلى الله عليه وسلم في نومه وانتباهه
الباب الأول في سيرته صلى الله عليه وسلم قبل نومه
وفيه أنواع :
الأول : في مسامرته أهله عند النوم صلى الله عليه وسلم .
روى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة . حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نساءه حديثا فقالت امرأة منهن : كأن هذا الحديث حديث خرافة فقال : «أتدرون ما حديث خرافة ؟ كان رجل من بني عذرة أسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهم دهرا ، ثم ردوه إلى الإنس ، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس هذا خرافة»
الثاني : في سمره صلى الله عليه وسلم عند أبي بكر رضي الله تعالى عنه في الأمر من أمور المسلمين .
روى برجال ثقات عن مسدد رضي الله تعالى عنه عمر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معه . أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر عند
الثالث : فيما جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يجلس في بيت مظلم إلا أن يسرج له فيه .
روى عن شيخه البزار إسحاق بن إبراهيم بن حبيب ، وأبو الحسن بن الضحاك من طريق محمد بن عمار القرظي قالا : أخبرنا يحيى بن اليمان قال : حدثنا سفيان عن عن جابر أبي إسحاق عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس في بيت مظلم إلا أن يسرج له فيه
وروى ابن سعد عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بالسراج .
الرابع : فيما كان يفعل إذا أراد أن يرقد بالليل وهو جنب .
روى عن البخاري رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة زاد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام ، وهو جنب ، غسل فرجه ، وتوضأ للصلاة وتيمم ، ويحتمل أن يكون التيمم هنا عند عسر وجود الماء ، وقيل غير ذلك . [ ص: 250 ] البيهقي :
الخامس : في وضوئه قبل النوم .
روى أبو الشيخ عن وابن الجوزي رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد أن ينام يتوضأ وضوءه للصلاة .
وروى عن ابن ماجه رضي الله تعالى عنهما ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل فدخل الخلاء فقضى حاجته ، ثم غسل وجهه وكفيه ثم نام .
السادس : في اكتحاله عند نومه .
روى أبو الحسن بن الضحاك عن رضي الله تعالى عنه قال : أنس بن مالك كان للنبي صلى الله عليه وسلم كحل أسود ، فكان إذا أوى إلى فراشه اكتحل في ذي العين ثلاثا ، وفي ذي العين ثلاثا .
روى الإمام أحمد عن وابن ماجه ، رضي الله تعالى عنهما ابن عباس . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام ، وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال
وروى عنه قال : أبو بكر بن أبي شيبة كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها عند النوم في كل عين ثلاثا ، وفي هذا أحاديث تأتي في أبواب زينته .
السابع : في خروجه من البيت في الصيف ، ودخوله إياه في الشتاء .
روى أبو الشيخ عن وابن حبان رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس . كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان الصيف خرج من البيت ليلة الجمعة ، وإذا كان الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة
الثامن : في استلقائه على ظهره ووضعه إحدى رجليه على الأخرى .
روى الإمام مالك والخمسة عن والإمام أحمد عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مضطجعا في المسجد رافعا إحدى رجليه على الأخرى .
التاسع : في ركضه برجله من اضطجع على بطنه .
روى في الأدب عن البخاري رضي الله تعالى عنه أبي أمامة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل في المسجد منبطحا لوجهه فضربه برجله ، وقال : «قم نومة جهنمية»
العاشر : [ ص: 251 ] في صفة نومه .
روى في الأدب عن البخاري رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ ، وكنا نعرفه إذا نام بنفخه .
وروي عن رضي الله تعالى عنها قالت : عائشة نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استثقل ورأيته ينفخ .
وروى عنها قالت : الإمام أحمد ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ، ولا سمر بعده .
وروى عنها قالت : الحميدي ما كنت ألقى النبي صلى الله عليه وسلم من آخر الليل عندي إلا نائما .