[ ص: 153 ] قال: وقد أخطأ المعارض محجة السبيل وغلط غلطا كثيرا في التأويل لما أن هذه الفرق لم يكفرهم العلماء بشيء من اختلافهم والمريسي وأصحابهما لم يشك أحد منهم في إكفارهم، سمعت وجهم محبوب بن موسى الأنطاكي أنه سمع [ ص: 154 ] يكفر وكيعا الجهمية.
وكتب إلى أن علي بن خشرم يخرج ابن المبارك الجهمية من عداد المسلمين [ ص: 155 ] وسمعت يحيى بن يحيى وأبا توبة [ ص: 156 ] يكفرون وعلي بن المديني الجهمية ومن يدعي أن القرآن مخلوق.
فلا يقيس الكفر ببعض اختلاف هذه الفرق إلا امرؤ جهل العلم ولم يوفق فيه لفهم.
فادعى المعارض أن الناس قد تكلموا في الإيمان وفي التشيع والقدر ونحوه، ولا يجوز لأحد أن يتأول في التوحيد غير الصواب؛ إذ جميع خلق الله تدرك بالحواس الخمس: اللمس والشم والذوق والبصر بالعين والسمع، والله بزعم المعارض يدرك بشيء من هذه الخمس.
قال: قلنا لهذا المعارض الذي لا يدري كيف تناقض: أما قولك لا يجوز لأحد أن يتأول في التوحيد غير [ ص: 157 ] الصواب؛ فقد صدقت، وتفسير التوحيد عند الأمة وصوابه قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له التي [ ص: 158 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاء بها مخلصا دخل الجنة وأمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، من قالها فقد وحد الله.
وكذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أهل بالتوحيد في حجته؛ فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. جابر بن عبد الله حدثنا [ ص: 159 ] روى عن أبو بكر بن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل جعفر بن محمد [ ص: 160 ] عن أبيه عن فهذا جابر: تأويل التوحيد وصوابه عند الأمة.
فمن أدخل الحواس الخمس أيها المعارض في صواب التأويل من أمة محمد ومن غيرها فأشر إليه غير ما ادعيتم فيه من الكذب على من رواية ابن عباس ونظرائه. بشر المريسي