وامتناع ذي النون من تناول الطعام من يد السجان أعظم من هذا كله لأن يد السجان لا توصف بأنها حرام بخلاف الطبق المغصوب إذا حمل عليه ولكنه وصل إليه بقوة اكتسبت بالغذاء الحرام ولذلك ، تقيأ الصديق رضي الله عنه من اللبن خيفة من أن يحدث الحرام فيه قوة مع أنه شربه عن جهل وكان لا يجب إخراجه ولكن تخلية البطن عن الخبيث من ، ومن ذلك التورع من كسب حلال اكتسبه خياط يخيط في المسجد ، فإن أحمد رحمه الله كره جلوس الخياط في المسجد . ورع الصديقين
وسئل عن المغازلي يجلس في قبة في المقابر وفي وقت يخاف من المطر ، فقال :
إنما هي من أمر الآخرة وكره جلوسه فيها .
وأطفأ بعضهم سراجا أسرجه غلامه من قوم يكره مالهم .
وامتنع من تسجير تنور للخبز ، وقد بقي فيه جمر من حطب مكروه .
وامتنع بعضهم من أن يحكم شسع نعله في مشعل السلطان .