إسلام ويب - التبصرة - كتاب الزكاة الثاني - باب في الوقت الذي تخرج فيه زكاة الفطر والصنف الذي تخرج منه - فصل الصنف الذي تخرج منه زكاة الفطر- الجزء رقم3

فصل [الصنف الذي تخرج منه زكاة الفطر]

واختلفت الأحاديث في الصنف الذي تخرج منه ففي حديث ابن عمر أنها تخرج من صنفين : التمر والشعير . وقال أبو سعيد الخدري : "كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام ، أو صاعا من شعير ، أو صاعا من تمر ، أو صاعا من أقط ، أو صاعا من زبيب" . وقال هذا البخاري : فلما جاء معاوية ، وجاءت السمراء ، قال : "أرى مدا من هذه يعدل مدين" . واختلف المذهب في ذلك ، فقال ابن القاسم في المدونة : يخرج من القمح والشعير ، والسلت ، والأرز ، والذرة ، والدخن ، والتمر ، والزبيب ، والأقط . وقال أشهب في كتاب محمد : يؤدي مما فرضه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الشعير ، والتمر ، والزبيب ، والأقط ، يدخل مع الشعير القمح والسلت ؛ لأنهما منه . وقال مالك في كتاب محمد في القطنية والتين : لا يؤدي منه ، وإن كان عيش قوم . قال محمد : ولا تخرج من السويق ، [ ص: 1118 ] وإن كان عيش قوم ، واستشهد بحديث أبي سعيد . وقال ابن القاسم : تخرج من ذلك إذا كان عيشا لهم .

واختلف هل يراعى عيشه ، أو عيش البلد ؟ فقال مالك في المدونة : يخرج من عيش البلد . وقال أشهب في كتاب محمد : المراعى ما يقوت به نفسه وعياله .

قال الشيخ - رضي الله عنه - : وظاهر الحديث : التوسعة في ذلك ، وأرى أن يخرج كل قوم من عيشهم أي صنف كان ، وهو بالخيار بين أن يخرج من قوته ، أو قوت البلد الذي هو به . ومن كان في سفر أخرج عن نفسه من الصنف الذي يأكله ، أو يأكله أهل ذلك البلد ، وأخرج أهله مما يأكلونه أو يأكله أهل بلدهم ، وإن أخرج عن أهله أخرج من الصنف الذي يأكلونه ، وإن أخرجوا عنه فمن الصنف الذي يأكله على الاختلاف في إخراج كل واحد منهم عن الآخر ؛ لأنه نقل الزكاة .