باب في ضمان ما اشترى على خيار
وقال ومن اشترى ثوبا يختاره من ثوبين فادعى ضياعهما أو أحدهما، ومن اشترى ثوبا على خيار وبان به ثم ادعى ضياعه، لم يصدق، وسواء كان الخيار للبائع أو للمشتري، ابن كنانة: فإذا بان به المشتري والخيار للبائع، لم يضمن على قوله; لأن المشتري رغبه في أخذه على بت، فامتنع من ذلك البائع ووقفه لخيار نفسه ولمنفعته دون المشتري، فصار قاصدا للائتمان مع القدرة على غير ذلك، وإن بقي في يد البائع والخيار للمشتري، كان ضمانه من البائع على القولين جميعا. الضمان من مشترط الخيار.
ويختلف إذا قال المشتري: أنا أقبله، فعلى قول يحلف البائع لقد ضاع ويبرأ، وعلى قول ابن القاسم يحلف ثم يغرم فضل القيمة على الثمن، إن كان فيها فضل. أشهب
واختلف فقول إذا ضاع عند المشتري والخيار له أو للبائع، يغرم الثمن إن كان الخيار للمشتري بغير يمين، وإن كانت القيمة أقل من الثمن فإنه يغرم الثمن، وكذلك إن كان الخيار للبائع وقيمته أقل من الثمن، وإن كانت قيمته أكثر حلف لقد ضاع وغرم الثمن، فإن نكل غرم القيمة. ابن القاسم:
وقال إن كان الخيار للمشتري غرم الأقل من القيمة أو الثمن، فإن كان الثمن أقل غرمه بغير يمين; لأنه كان له أن يقبله، وإن كانت القيمة أقل غرمها بعد اليمين، فإن نكل غرم الثمن، وإن كان الخيار للبائع غرم [ ص: 4562 ] الأكثر من الثمن أو القيمة، فإن كان الثمن أكثر قال: أنا أجيز البيع، وإن كانت القيمة أكثر قال: لا أجيز البيع، فكانت له القيمة بلا يمين ها هنا على واحد منهما. أشهب: